العيد: اهتمام دائم

يوم الاثنين قبل الماضي، احتل خبر هذه الصحيفة مساحة لابأس بها: «باقة فالنتاين بـ 100000 درهم، منشآت فندقية تطلق ماراثون الاستعداد لليلة عيد الحب». ربما ينجذب غالبية البشر للإعلان عن المحبة خلال مناسبة سنوية، ولكن المؤكد أنهم يحتاجون للاحتواء، والمعاملة الحسنة، والتعبير عن محبتهم يومياً، خصوصاً وأن الحب كائن ضعيف ورقيق، عدوه الإهمال، ويغتاله الجهل والأنانية. الحب مشاعر ممتزجة من العطاء بسعادة، واكتشاف الآخر بشغف، وإعلان الاهتمام بأساليب وطرق مختلفة ومميزة طابعها متجدد. الحب خير وبركة في حياة الناس، لذلك نكرر هذا التأكيد «تفاءلوا بالخير والحب تجدوه» وفي حال الوصول إلى محطاته الجميلة، لا بد من إدراك أن الاحتفاظ بالمحبوب آمن مطمئن، يشعر بالاستقرار ويتحفز لرد الجميل وإسعاد شركاء الحياة، من التحديات التي تحتاج لتقديم الجهود الدائمة. من تعريفات الحب الجميلة أنه يمثل في حياة الناس معاني «الحضور والقرب، والتفهم والسؤال الدائم، والاهتمام بالتفاصيل، وإعلان الفخر بالآخرين» .. الشخص الناضج في التعبير عن محبته، يدرك أهمية التعبير المستمر والدافئ عن مودته، وأن العطاء يجب أن يكون بسيطاً متدفقاً لا يتوقف على موسم أو مناسبة .. ومع أهمية الأعياد والاحتفالات الشخصية على المستوى العالمي «كعيد الزواج المحتفل به بين الأزواج سنوياً، وعيد الحب» وكل ما اخترعه الإنسان ليحتفل بوجود شركاء في حياته، يفقد الاحتفال قيمته إذا حلّ الجفاء والإهمال والنزاعات، واحتفال يوم واحد لا يغير من هذه الحقيقة. وحده الاهتمام، عيد دائم، واحتفالية أبدية لا تزول ذكرياتها الجميلة، مهما بلغت المصاعب، وتفاقمت التحديات. [email protected]