الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

باحثة فرنسية: الاكتئاب بعد قراءة الكتب ظاهرة صحية

ينتاب الكثير من القراء، مع إنهاء الاطلاع على كتاب معين، شعور بالكآبة والحزن تتباين حدته من شخص إلى آخر وحسب طبيعة الكتاب وجودته. ووفقاً لصحيفة لوسوار البلجيكية، فإن الشعور بالحزن عقب الانتهاء من القراءة يصيب قراء الروايات بشكل أكبر، لكونهم ينصهرون في أحداثها ويتفاعلون مع الشخوص، ما يجعل لحظة تركها عصيبة. وطمأنت عالمة النفس الفرنسية، ستيفاني لاديل، بأن «الشعور بالحزن في تلك اللحظة أمر صحي ولا يهدد القارئ، إذ لا يتسبب بالإدمان ولا بأي أعراض جانبية نفسية كانت أو جسدية». واستجوبت الباحثة نحو 50 قارئاً، أجمعوا على تعرضهم لنوع من الكآبة حين انتهوا من مطالعة كتاب أو كتب عدة في السابق. كما وصفوا شعورهم حينئذ بما يشبه إحساس المرء عند وفاة قريب أو حدوث قطيعة عاطفية. وأوضحت لاديل أن المؤلفين والروائيين يعمدون دوماً إلى استخدام عبارات مؤثرة في خواتيم مؤلفاتهم، ما يولد إحساساً شبيهاً بالحداد لدى القراء، خصوصاً أن القارئ ينسج علاقة عاطفية إزاء شخوص الرواية، التي تصبح كما لو أنها تمثل أشخاصاً حقيقيين يعرفهم في حياته الواقعية. ويزداد ارتباط القارئ بشخوص الرواية نظراً لمعرفته بكل تفاصيل حياتها، بما في ذلك الجوانب الغامضة والسرية كالأفكار والمخاوف والرغبات، والتي عادة ما يجهلها الإنسان في محيطه الحقيقي، بحسب الدكتورة. ونفت العالمة لاديل أن يتعلق الأمر بحالة إدمان مرضية، «القارئ يستشعر نوعاً من النشوة وهو يطالع الكتاب ويتقدم في أحداث القصة، ما يجعل الشعور مؤقتاً بالنقص عند وصولها لخط النهاية أمراً طبيعياً» على حد تعبيرها. بيد أنه ثمة حالات نادرة يصاب فيها القراء باكتئاب حاد بعد الفراغ من كتبهم، ويطلق على هذه الظاهرة في علم النفس مسمى الـ«بوفارية»، نسبة لرواية «مادام بوفاري» للكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير، والتي تروي قصة امرأة أصيبت بالإحباط من حياتها الواقعية، نتيجة إدمانها قراءة الروايات الخيالية في طفولتها.