الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

برامج الهواء .. انتحال شخصيات وألفاظ خارجة وأزمات .. المجلس الوطني للإعلام: لا نتدخل والكلمة للقانون

حذر إعلاميون من خطورة برامج الهواء التي لا يمكن تدارك أخطائها، سواء من قبل المذيعين أو المستمعين أو الهاكرز أو بعض الأخطاء الفنية، مطالبين بتحديد واضح للخطوط الحمراء التي لا يتجاوزها فريق الإعداد والقواعد المفروض الالتزام بها. فيما أكد المجلس الوطني للإعلام أنه لا رقابة مسبقة على المحتوى الإعلامي، وهناك قدر كبير من الحرية يفترض أن يقترن بالمسؤولية، مع وجود منظومة تشريعية تحاسب المخطئ. وأوضح في رده على «الرؤية» المجلس الوطني للإعلام أن شروط ومعايير المحتوى الإعلامي تحتكم إلى قانون المطبوعات رقم (15) لعام 1980، وهناك الكثير من القوانين والأنظمة التي تحكم هذا الموضوع، منها قانون مكافحة التمييز والكراهية، ونظام معايير المحتوى الإعلامي الصادر عن المجلس الوطني للإعلام عام 2010. وأفاد بأن من أهم المعايير التي تجب مراعاتها في المحتوى الإعلامي، احترام الذات الإلهية والمعتقدات والأديان السماوية، واحترام الموروث الثقافي والحضاري والهوية الوطنية للدولة، إضافة إلى عدم نشر وتداول ما يسيء إلى الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، وعدم إثارة النعرات المذهبية والجهوية والقبلية، أو التحريض على العنف والكراهية والأعمال الإرهابية. وأكد المجلس أنه لا رقابة مسبقة على ما تقدمه الإذاعات المحلية، إذ يترك لها حرية اختيار المحتوى الذي يناسب خططها واستراتيجياتها الإعلامية، فيما يتخذ المجلس التدابير والإجراءات اللازمة في حال المخالفة. ونوه بأنه يتعامل مع المحتوى الإذاعي عبر إدارة متابعة المحتوى، التي تتولى متابعة كافة أنواع وأشكال المحتوى، سواء أكان مقروءاً، مسموعاً أم مرئياً، وذلك استناداً إلى أنظمة المحتوى الإعلامي والإعلاني المعمول بها في الدولة، وما تضمنته من تدابير وإجراءات يمكن للمجلس أن يستند إليها في حال المخالفة. ونبّه الإعلامي أحمد أكرم إلى خطورة بعض الهاكرز الذين يقتحمون الأثير ويذيعون محتوى هابطاً منافياً للآداب، قبل أن يتنبه إليهم المسؤولون، منوهاً بما حدث لإذاعة بي بي سي عندما أذاع هاكرز يسمون «برانكيز» موسيقى وأصوات خارجة أثناء إذاعة برنامج سياسي عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. واستشهد بانتحال مستمع شخصية اللاعب المصري المحترف في بريطانيا رمضان صبحي واتصل بالمذيع الشهير أحمد شوبير في برنامج إذاعي مصري، ما اضطره بعدها إلى الاعتذار. وشهدت برامج بث مباشر عربية حدوث تجاوزات تمثلت في عابثين تفوهوا بألفاظ خارجة على الهواء، ومنها تعرض المذيع الشهير معتز الدمرداش لإحراج من أحد المستمعين عندما تفوه بألفاظ لا تليق. في المقابل، فإن بعض المذيعين يخطئون سواء في اللغة وقواعدها أو في بعض المعلومات، وبعضهم يمكن أن يسبب أزمة مع بلدان أخرى كما حدث مع مذيعة في دولة عربية عندما وصفت مواطني دولة أخرى بألفاظ لا تليق، وعلى الرغم من الاستغناء عن خدماتها إلا أن الخطأ أحدث أثراً سلبياً كبيراً، ما يستلزم تدريب مذيعي الهواء وتوعيتهم اجتماعياً وإذاعياً وسياسياً. وأشار مدير إذاعة بيرل إف إم التي تبث من مركز الجليلة لثقافة الطفل حسين العتولي إلى أن كل مذيع عاش في الإمارات تشرّب من ثقافة هذا البلد، لا يحتاج أن يُقال له ما هي الحدود التي يجب ألا يتجاوزها في ارتجاله عبر الأثير، مستشهداً بكثرة برامج البث المباشر، منوهاً بندرة الهفوات. في سياق متصل، أوضح مدير إذاعة رأس الخيمة محمد السليطي أن المعايير التي تعمل عليها إذاعته يجري فيها أولاً البحث عن الأهداف التي سيناقشها المذيع، هل هي مناسبة أم لا؟ ويجري رصد الفئة المستهدفة منها قبل الموافقة على خروجه للبث، حرصاً على القيمة الفكرية والاجتماعية التي تراعي المجتمع الإماراتي والعادات والتقاليد. وأكد السليطي أن حرية المذيع الإذاعي يجب ألا تعتدى على حرية المستمعين، مع مراعاة الذوق والاحترام في التقديم وأسلوب الكلام مع الابتعاد عن الكلام الجارح أو الناقد للناس، وأن يكون الكلام والمحتوى واضحاً يؤدي إلى معنى واحد واضح. ونوهت مديرة البرامج في إذاعة الآن أف أم الإعلامية نسرين طرابلسي بأن للمذيع مطلق الحرية في اختيار ما يناسب برنامجه، ولكن يجب أن يكون على دراية تامة بقوانين البث وما يجوز التحدث فيه وما لا يجوز. وفي هذا السياق، اعتبر المذيع عبدالله صالح الارتجال الحر عبر البرامج الإذاعية جزءاً من أي عمل، وهو يعتمد في الأساس على المهارة والخبرة وبلاغة المذيع، في استحضار ما لم يكن معداً له مسبقاً، مؤكداً أهمية الارتجال في تطوير الذات، لكن يجب أن يتسم بالعقلانية والحكمة.