الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الإمارات عاصمة الحوار العربي (2 - 2)

تاريخياً، كانت الإمارات في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مصدر الحكمة ورشادة القرار السياسي في المنطقة العربية، حيث احتفظت دائماً بالمصالح العربية الجماعية باعتبارها أولوية قصوى لأي تحرك دبلوماسي إماراتي، وكان للقائد المؤسس للدولة رؤية استشرافية بعيدة المدى تستهدف صون وحماية المصالح الاستراتيجية العربية. ومضى على هذا النهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث كان للإمارات الصوت الأعلى والموقف الأقوى في دعم الشقيقة مصر من أجل عبور مرحلة الاضطراب التي مرت بها منذ عام 2011، وما تلا ذلك من هيمنة تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي على الحكم في مصر بكل ما لها من تأثير استراتيجي مهيمن في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية. عندما يتأزم المشهد العربي، يعلو دائماً صوت الإمارات ومبادئها القائمة على أن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ، وأن أمن الإمارات جزء أساسي من منظومة الأمن القومي العربي، وهذا المبدأ يفسر مواقف الإمارات وسياساتها الداعمة للأمن والاستقرار في الدول العربية والتصدي للتدخلات الأجنبية الهادفة إلى التوسع وتنفيذ مؤامرات تستهدف هذه الدول وشعوبها. إحدى أهم سمات السياسة الخارجية الإماراتية في الدائرة العربية أن الإمارات تسعى إلى بناء المشتركات وتجاوز أي خلافات أو تباينات سواء بين الدول العربية وبعضها البعض، أو بينها وبين هذه الدول، وإعلاء مصالح الشعوب العربية واعتبارات الأمن والاستقرار والتحديات التي تواجه هذه الدول معاً، ومن ثم يجد القادة والزعماء العرب كل الترحاب والتقدير أثناء زياراتهم للإمارات، حيث يشعرون بأن القيادة الرشيدة تسخر كل جهودها من أجل عمل جماعي عربي يحفظ للإنسان العربي أمنه ويصون مستقبل الأجيال المقبلة ويجنبها ويلات الحروب والصراعات وما تسفر عنه من مآس وتشرد ونزوح ومعاناة إنسانية.