الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بيل غيتس يوصي بتكثيف الاستعداد للمرض القاتل

أعرب ملياردير التكنولوجيا وأثرى أثرياء العالم بيل غيتس، عن مخاوفه إزاء جائحة مميتة ربما تفتك بالبشرية، مؤكداً أن العالم ليس مستعداً بعد لأي أوبئة تتهدده. ونقل موقع بلص لايف عن غيتس خشيته من أن يودي الوباء المقبل بحياة 30 مليون شخص في غضون 6 أشهر، مذكراً بجائحة الإنفلونزا التي ضربت العالم عام 1918. وبحسب غيتس فإن المرض التالي قد لا يكون إنفلونزا، بل قد يكون شيئاً لم نشهده من قبل، لكن في كل الأحوال «ينبغي على العالم أن يستعد له مثلما يفعل للحرب». وأشار غيتس الذي كان يتحدث في مناقشة حول الأوبئة استضافتها جمعية ماساتشوستس الطبية وجريدة نيو إنغلاند الطبية أمس الأول الجمعة «إذا كان هناك شيء واحد نعرفه من التاريخ فهو أن هناك مرضاً جديداً قاتلاً سيظهر وينتشر في جميع أنحاء العالم، ربما في غضون العقد المقبل». واعتبر غيتس أن جهودهم في العادة تنصب على انتشال الأطفال من الفقر في جميع أنحاء العالم، والقضاء على أمراض مثل شلل الأطفال والملاريا «لكن هناك مجال واحد لا يحقق فيه العالم الكثير من التقدم وهو الاستعداد لوباء تالي». ووفقاً لغيتس فإن احتمالية ظهور مثل هذا المرض في ارتفاع مستمر. وبحسب غيتس فإن الفرصة مؤاتية لمثل هذه الجائحة في عالمنا المترابط، حيث يستغل الناس الطائرات باستمرار، ويتنقلون بين المدن الضخمة في قارة إلى مدن كبرى في قارة أخرى في غضون ساعات، وبموجبه «أصبح من السهل للأفراد أو المجموعات الصغيرة إنتاج أمراض قابلة للانتشار، يمكن أن تنتشر كالنار في الهشيم حول العالم». واعتمد غيتس نموذج محاكاة قدمه معهد متخصص للأمراض يشير إلى أن الوباء الذي سيجتاحنا على حين غرة من المرجح أن يكون مرضاً نراه لأول مرة، عندما يبدأ في الانتشار، مثلما كان عليه الحال أخيراً مع فيروسات سارس وكورونا وغيرها. وأكد غيتس أن حكومات العالم كانت ستنشغل وتستعد لصد هذا التهديد «فقط إذا أخبرناهم بأن هناك سلاحاً قيد التصنيع في الوقت الحالي، سيقتل 30 مليون شخص حال الانتهاء من تصنيعه»، معتبراً أن الشعور بالخطر يتضاءل لديهم عندما نذكرهم بالتهديدات البيولوجية. وبحسب غيتس فإن «العالم بحاجة إلى الاستعداد للأوبئة بالطريقة الجادة نفسها التي يستعد بها للحرب». لكن غيتس عاد وأعرب عن تفاؤله، مشيراً إلى أنه يمكننا الاستعداد بشكل أفضل للتهديد الفيروسي أو البكتيري التالي، في ظل وجود أدوية مضادة للفيروسات يمكنها على الأقل القيام بشيء ما لتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة في العديد من الحالات. وأكد «لدينا المضادات الحيوية التي يمكن أن تعالج الإصابات الثانوية، مثل الالتهاب الرئوي المرتبط بالإنفلونزا، كما أننا نقترب من لقاح الإنفلونزا العالمي». وأعلن غيتس أن مؤسسة بيل وميليندا غيتس ستقدم 12 مليون دولار من المنح لتشجيع تطوير مثل هذا اللقاح. ومع ذلك، كما يؤكد «فنحن لسنا جيدين بما فيه الكفاية حتى الآن في التعرف بسرعة على التهديد الناجم عن مرض ما وتنسيق الاستجابة، كما أظهر التفاعل العالمي الأخير لوباء إيبولا الأخير». ويعتقد غيتس أن الحكومة بحاجة إلى استيعاب مساعدة القطاع الخاص، عندما يتعلق الأمر بتطوير التكنولوجيا والأدوات لمكافحة الأمراض الفتاكة الجديدة.