الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

جودة التعليم في الميزان

مفهوم أداء التعليم يمكن تبسيطه كمعادلة حسابية، فعالية التعليم (تحقيق أهداف التعليم) x كفاءة التعليم (الكلفة والزمن لتحقيق الأهداف) ونظراً للإحصاءات الحالية فكل من الفعالية والكفاية منخفض في الوطن العربي، حيث تنفق 25 في المئة من النفقات الحكومية في المملكة العربية السعودية على التعليم و22.5 في المئة في الإمارات، 12.9 في المئة في الكويت ومع ذلك ما زالت تحت المعدل في تقييم PISA بينما الولايات المتحدة تنفق 16 في المئة وهي متقدمة علمياً في مجال التعليم.

تراجع الحلول ذات الكفاية الفعلية والمثالية

يرجع ذلك إلى الحلول التي يتم تطبيقها في النظام التعليمي ذات التكلفة العالية والكفاية المنخفضة والمردود الضعيف والبطيء جداً، على سبيل المثال يتم تطبيق السبورة الذكية للتعليم حيث أثبتت الدراسات أن تأثيرها في التعليم قليل ولا فائدة منه إلا في مجال الرياضيات، حتى إنها ليست بتلك الضرورة حيث يمكن استخدام برامج لعرض الرسومات البيانية في أجهزة الكمبيوتر الموصولة بجهاز عرض ضوئي، مثال آخر: نسبة عدد الطلبة لكل معلم، في دول مجلس التعاون الخليجي النسبة هي 11.8 طالب


لكل معلم (2010) وهي أفضل من مثيلاتها في الدول المتقدمة، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية حيث تبلغ 15.1 لكل معلم ومع ذلك فاعلية التعليم منخفضة وذلك يرجع إلى أن عدد الطلاب إلى المعلم ليس له تأثير عال، التأثير الأعظم في البيئة التعليمية كما تؤكد عشرات البحوث للمعلم!


العامل الأهم

يمكن التأكيد الآن أن العامل الأهم هو المعلم، وطريقة أدائه تلعب الدور الأكبر في المنظومة التعليمية المتكاملة، كما أن المعلم صاحب المهارات العالية يستطيع أن يقدم في شهرين ما يستغرقه المعلم ذو المهارات الضعيفة خلال ثمانية أشهر، وهذا العامل يفسر قلة عدد ساعات التدريس في الأسبوع في الدول الأعلى تقدماً في مؤشرات التعليم كشنغهاي (12 ساعة) كوريا 15 ساعة هونج كونج 17 ساعة بريطانيا 19 ساعة، للعلم يتم استثمار الساعات الأخرى لدوام المعلم في بحوث إجرائية لتطوير مهاراته عبر الاطلاع على الجديد في مجاله وحضور ندوات، وكما تجرى جلسات يومية ونقاشات لتبادل الخبرة بين المعلمين، وكذلك متابعة الطلاب والعناية المطلقة بمختلف حالاتهم.

كما أن المهارات التي يستخدمها المعلم في التعامل مع الطلبة وطريقة سؤاله وإجابته على أسئلتهم هي إحدى الطرق الفعالة في التعليم التي لا تكلف شيئاً سوى تعلم بعض المهارات.

المنهاج يلعب دوراً لكن تأثيره أقل من نصف قيمة تأثير المعلم، فالسؤال الذي يطرح نفسه، هل الخدمات التعليمية التي تقدمها الجهات التطويرية في مجال التعليم تهدف إلى رفع الكفاية وخفض التكلفة أم أن هدفها ربحي تماماً؟ وهل سنشهد مستقبلاً يهتم بتطوير المعلم والسعي في تبني الأفكار المثبتة علمياً لتطوير جيل المستقبل؟