الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

التعاونيات

التعاونيات

مصطفى الزرعوني

التطور الاقتصادي المتسارع في دولة الإمارات وما يتم استقطابه من أهم الشركات العالمية المتنافسة تلوح بينها محاولات شركات صغيرة ومتوسطة إماراتية لأخذ موطأ قدم بينها، وهو أمر يحتم على المعنيين النظر بعناية إلى ما يواجهه الإماراتيون من تحديات كانوا أهلاً للتغلب عليها خلال العقود الماضية إلا أن الصعوبات زادت مع مرور الوقت.

ومع اتساع الرقعة الاقتصادية في إمارة دبي وزيادة عدد السكان الإماراتيين أصبح العمل في الجهات الحكومية ليس بالسهل ما حكم علينا زيادة أعداد المواطنين في القطاع الخاص وهو الأمر الذي توليه وزارة الموارد البشرية والتوطين أهمية كبيرة وقد حققت المرجو منها وفق المؤشرات التي وضعت لها.

ولكن هناك تحديات كبيرة تواجه الإماراتيين في قطاع الأعمال فمع تحفيزهم لدخول القطاع التجاري ودعمهم ببرامج تعزز المشاريع الصغيرة والمتوسطة توجه العديد منهم إلى اكتشاف عالم الأعمال وسط اهتمام من القادة الذين وضعوا له التشريعات المناسبة ومنها النسب المخصصة من العقود من قبل الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة التي تملك الحكومة جزءاً منها والتي تتساهل في تطبيق القرارات وأعتقد أنها لا تزال ضعيفة حتى يومنا الحالي.


رغم ذلك تستمر القيادة الرشيدة في تكريس الرفاه للشعب الإماراتي من خلال العديد من المبادرات وهي ما نراها تأتي تباعاً إن كانت اتحادية أو من قبل كل إمارة، ومؤخراً أثلج الصدور مبادئ دبي وميثاقها التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.


ولا يمكننا المرور عليها دون ذكر مبادرة أفرحتنا والتي تتمحور في إنشاء شركات تعاونية للمواطنين في مجالات الصحة والتعليم والغذاء وغيرها إذ من شأنها مضاعفة دخل الفرد.

الشركات التعاضدية التعاونية مهمة جداً للمواطن في التعامل معها وشعوره بامتلاك هذه المؤسسات التي عليها أن تكون ذات كفاءة عالية وشفافية أمام ملاك أسهمها ودعمها حكومياً وتوزيع أرباح تتناسب مع كل قطاع، وخاصة أن القطاعات المذكورة استراتيجية ولها جوانب أمنية كبيرة في الحفاظ على أهم القطاعات بالإمارة من أيدي التجار، وكما يعرف أن رأس المال «خواف» ما يجعل هذه القطاعات معرضة لأي خطر في حال وجود أزمة اقتصادية أو غيرها لا سمح الله ولكن إن كانت بيد إماراتيين وشركات تعاونية سيكون هدفها وطنياً في المقام الأول وجذورها في أرض الدولة مهما حل بها.

كم نحن محظوظون في دولة تولي القيادة فيها المواطنين جل عملها ولا نكاد نرى يوماً ينقضي دون مبادرة تسعى لخدمتهم على المدى القصير والبعيد ، وكلنا يجب أن نعمل على هذا الإنسان بتعاضد ونتشارك في خدمة كل مواطن .. نستمع له ونحاول أن نحل قضاياه بصورة مدروسة.

[email protected]التعاونيات