الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الأسرة والثقافة الطبية

الأسرة والثقافة الطبية

سعيد الملاحي

هل هناك علاقة بين الثقافة الطبية التي تمتلكها الأسرة وبين تعرض أبنائها للمرض؟

سؤال أطرحه على وقع دراسة محلية أجريت في مدينة العين واستمرت خمس سنوات بدءاً من 2012 وانتهاءً بـ 2017 أجريت فيها متابعة لحالات 1395 طفلاً ونشرت نتائجها «الرؤية» الجمعة الماضية حيث أوضحت أن معظم الأطفال المصابين بالأنفلونزا لم يسبق لهم أخذ التحصينات الخاصة بلقاح المرض.

الدراسة أوضحت أن جميع الأطفال أصيبوا بصعوبات في التنفس نتج عنها فشل أعضاء الجسم في أداء وظائفها وذلك كنتيجة لإهمال أسرهم وإعطائهم تحصينات الأنفلونزا إما جهلاً بدور لقاح الأنفلونزا في الوقاية من أعراض المرض أو عمداً من خلال عدم أخذ الأطفال لإحدى مراكز الرعاية الأولية التي تقدم هذه التطعيمات بالمجان.


قبل أيام دخلت في نقاش مع زميل حول دور تطعيمات الأنفلونزا في تجنيب الأطفال من أعراضها التي تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم والزكام واحتقان الفم والسعال وذكرت له أن مثل هذه التطعيمات تحافظ على صحة أجسام الأطفال طوال فصل الشتاء من مضاعفات الأنفلونزا.


إلا أن هذا الزميل فاجأني برده حين قال إنه لا يأخذ أولاده لتحصينهم من الأنفلونزا على أساس أن مثل هذه التطعيمات تعمل على إضعاف مناعة أجسام البشر وتمنع الجسم من مقاومة أعراض الأنفلونزا بشكل طبيعي مستقبلاً الأمر الذي يؤدي –والكلام له- إلى سهولة افتراس الجسم من قبل أبسط الفايروسات والمايكروبات عندما يكبر الأطفال.

بالطبع هذا الطرح غير دقيق طبياً ويتم الترويج له بكثرة ويصدقه معظم الناس وهنا تأتي دور الثقافة الطبية للأسر التي يفترض أن تتمتع بها لتساهم في وقاية أفرادها من المرض. ومثل هذه الثقافة الطبية تستقى من مصادر موثوقة كالبرامج التلفزيونية الطبية والمجلات العلمية والكتب الطبية المتخصصة.

[email protected]