الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«لا تقولي إني خائفة»

«لا تقولي إني خائفة»
ما إن تلتقي أحداً ما، في أي مكان، وفي أي وقت ربما لا تكون فيه مهيئاً للإجابة عن طبيعة عملك، ولكنك تخبر السائل مرغماً عن طبيعة عملك ككاتب، حتى تنهمر الأسئلة، ما أهم كتاب قرأته؟ ما هي الكتب الجديدة التي اشتريتها من المكتبة؟ ما رأيك بالكاتب الفلاني؟ كم ساعة تقرأ في اليوم؟ كل هذه الأسئلة تجعلك تفيض من الفرح رغماً عنك، لأنك في هذه اللحظة تحديداً تتمنى لو أن كل من حولك، يريد أن يقرأ، وأن إجاباتك كلها من الممكن أن تغير ولو بشيء يسير في فكر السائل.

لقد اقتنيت مؤخراً عدداً من الكتب الجديدة، ففي كل وطن أزوره كان يتوجب عليّ أن أعرج على المكتبات المتوفرة، وأبحث عن الكتب التي تلفت انتباهي، وبما أن صديقتي أبها اليمنية الهاربة من الحوثيين إلى مصر، قد حدثتني عن عمل شقيقتها الطبيبة في الصومال، فهي لم تجد مكاناً آخر لتلجأ إليه، وهي الجراحة التي حصلت على درجات عالية من الجامعة التي درست بها في باكستان، فقد وجدتني أعود مرة أخرى لأقرأ كتاب «لا تقولي أنك خائفة» لجوزيه كاتوتسيلا، هذه الرواية صدرت في عام 2014 عن دار النشر الإيطالية فلترينيللي، وهي أحدى أكبر دور النشر الإيطالية وأعرقها، وفي غضون شهور قليلة باعت أكثر من مئة ألف نسخة في ظاهرة غريبة عن حركة بيع الكتاب في إيطاليا.

حازت الرواية جوائز أدبية قيّمة من أهمها جائزة «كارلو ليفي» الأدبية وجائزة «لو ستريغا»، كما تمت ترجمة الرواية إلى كل اللغات الأوروبية، وحصلت على ثناء ملحوظ في الأوساط الثقافية الأمريكية، وحالياً يجري العمل لتحويلها إلى فيلم سينمائي.


رواية «لا تقولي إني خائفة» هي قصة عن العداءة الصومالية سامية عمر، فعندما تتناقل وسائل الإعلام خبر وفاة سامية في البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أنها شاركت في أولمبياد بكين 2008، يكون الخبر عادياً، ووقعه على النفس لا يسبب تلك الضجة الكبيرة في وقت كثر فيه القتل والخراب، وصارت الحرب شيئاً ليس بالغريب، لكن هنا، في الرواية، يدخل الإيطالي جوزيبه كاتوتسيلا عالم سامية عمر غير المعروف.


واستذكر ما جاء في الرواية على لسان سامية عمر وهي تقول: «لم أكن قد كرهت شيئاً في حياتي أكثر من الصحراء، لو أمضيت شهوراً في الصحراء فإنها تدخل إلى عظامك، وتختلط بلعابك، ولا تعود قادراً على التخلص منها، تحمل معك الغبار في كل مكان حتى إن اغتسلت بالمياه الجارية تبقى ملازمة لك، ولكن الشيء الأسوأ هو أن الصحراء تمحو روحك، وتزيل أفكارك، يجب أن تغمض عينيك وتتخيل أشياء غير موجودة».

[email protected]