السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بعض من حديث الروح

في أول «فقْد» تواجهه في حياتك، تكون كالتائه، كمركب صغير في وسط لجة حالكة وسط البحر، بلا مجاديف ولا بوصلة، وعند الفقْد الثاني، ربما ستشعر بأن كتفك قد خُلعت، وعندما تتوالى سلسلة الفقْد في حياتك ويخونك الحساب، حينها ستتيقن بأن الحياة لا «ظهر» لها، وبعدها، ستدرب نفسك على أن تتهيأ على ميكانزم الفقْد وفي أية لحظة؛ أن تقتنع دائماً بـوحدتك. * في الحياة، حينما يخذلنا من أحببناهم ذات يوم بلا قيد أو شرط، وغفرنا لهم كل هفواتهم لأجل الحب، لا غير، يحدث أن يعن عليك موضع كرامتك؛ حينما تتيقن متأخراً، بأنها هي الشيء الوحيد الذي إن فرطتَ به لا يمكن أن تسترده كيفما كان وإن نجحت في استرداده كما ظننت، فلن تكون إلا تلك الـ «الندبة الغائرة» في جوف صدرك. * أشد الندم مرارة، ذلك الندم الذي يجعلك تتأسف على السنين التي أضعتها في انتظار اللا شيء؛ حينما قررت وبكامل إرادتك ألا تعيش، بأن تبقى «وقفاً» على ذمة التمني والافتراضات. * لأولئك الذين اختطفوا بهجة أعمارنا، شغف الحياة من مآقينا، ومضوا دون أن يرف لهم جفن: شكراً على «المصادرة»؛ فما عاد يرف لنا قلب. * الانتصار، ليس في استشعار الشجاعة في كسرك لإنسان لم يؤذك يوماً، ولم يعترض حياتك إلا بخير، وبالرغم من سوء خذلانك له وسوء صنيعك، يترفع عن مواجهتك بعتب أو لوم أو بطلب إبداء مسوغ يبرر توحشك، فالانتصار الحقيقي للإنسان حينما ينحاز للخير ويتبع أثره ومسالكه، حينما يقرر بأن يسمو بذاته ويترفع عن حديث النفس الأمارة بالسوء، بأن يبقى متشحاً برداء مروءته وعطر الفرسان، مزهراً بالحب والصبر الجميل بالرغم من قسوة الناس وخذلانهم وتبدل أخلاقهم وتوحش الحياة واختلال موازينها القيمية والإنسانية. [email protected]