السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«رئة» إيران لبث سموم الإرهاب في المنطقة مخدرات الحرس الثوري

لا يتورع النظام الإيراني عن اللجوء إلى أي وسيلة لتنفيذ أجندته التوسعية والتخريبية في دول المنطقة، حتى وإن كانت هذه الوسيلة هي المتاجرة بتهريب وتوزيع المخدرات، بهدف الحصول على المال لخدمة أهداف الإرهاب ونشر الحروب. ويضطلع وكلاء إرهاب إيران في المنطقة من عصابات وميليشيات (الحرس الثوري وحزب الله) بالدور الرئيس في هذه المهمة. وأظهر تحقيق استقصائي أجري حديثاً نقاطاً مهمة عن عمل عصابات وميليشيات تهريب مخدرات تابعة لوحدات مختصة في الحرس الثوري الإيراني .. ولهذا السلوك أهداف عدة. أهداف اقتصادية يعد تهريب المخدرات أحد مصادر النظام الإيراني في در العوائد المالية له من أجل الوصول لأهدافه في نشر الحروب، فتجارة المخدرات تُدر على وكلاء إرهاب إيران مليارات الدولارات سنوياً، وتقدّر تقارير دولية دخل حزب الله اللبناني سنوياً من شبكة التهريب الدولية بنحو مليار دولار، وغير خفي أنّ هذا الحزب الإرهابي جزء من منظومة قوات الحرس الإيراني. وكان تقرير أمريكي قد أشار قبل أعوام إلى أنّ هذه المنظمة اللبنانية الإرهابية تحولت إلى نقابة عالمية للأعمال الإجرامية كتهريب المخدرات والسلاح وغسل الأموال. أهداف إرهابية في أكتوبر 2011، كشفت وزارة العدل الأمريكية والشرطة الفيدرالية (FBI) عن خطة النظام الإيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، حيث أوضحت التقارير علاقة قوات الحرس الثوري مع بقية عصابات المخدرات الدولية الأخرى، كما كشف المسؤولون الأمريكيون أن قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني دفعت مليوناً و500 ألف دولار عن طريق عصابات الاتجار بالمخدرات في المكسيك، لتفجير قنبلة في مطعم في واشنطن بهدف اغتيال السفير السعودي حينذاك. وتشير التحقيقات إلى أنّ فيلق القدس يستفيد من عصابات مهربي المخدرات في أفغانستان في توريد المخدرات، ويتخذ مراكز عدة لتنسيق عمليات التوريد والتصدير. قواعد الإرهاب فعّلت ميليشيات فيلق القدس العديد من القواعد الإرهابية منذ عام 1991 من أجل نشر الإرهاب شرقاً وغرباً، ففي غرب إيران أنشأ فيلق القدس «قاعدة رمضان» من أجل التدخل في العراق، و«قاعدة أنصار» في الشرق من أجل التدخل في أفغانستان وباكستان، و«قاعدة بلال» من أجل العمليات الإرهابية في بقية الدول. ووفقاً لتقارير، تسلم العميد في الحرس الثوري الإيراني غلام رضا باغباني قيادة «قاعدة أنصار» في زاهدان لعدة أعوام، ولدى قاعدة أنصار قاعدة مركزية في مشهد وأربع قواعد في المدن الحدودية؛ أهم تلك القواعد تقع في زاهدان. وتولى باغباني قيادة قاعدة قوات فيلق القدس في زاهدان لمدة طويلة، ومن خلال هذه القاعدة يتم فتح قنوات سرية للتأثير في موقف تنظيم القاعدة، بما يتوافق مع قرار النظام الإيراني السياسي والميداني في سوريا. كما أن علاقته بقائد قوات فيلق القدس قاسم سليماني مكنته من تشكيل شبكة دولية إرهابية وشبكة لتهريب المخدرات من خلال حزب الله اللبناني وحركة طالبان الأفغانية، بالتعاون مع مجموعة من مهربي المخدرات اللبنانيين في بعض دول أمريكا اللاتينية. وفي أوروبا، تتزاحم الأدلة على ضلوع إيران في الإتجار بالمخدرات .. ففي ألمانيا بيّنت تحقيقات أمنية منذ منتصف تسعينات القرن الماضي أن النظام الإيراني كان يبيع عائدات المخدرات إلى أوروبا عبر شبكة لشراء وتهريب المعدات النووية، بما في ذلك اليورانيوم للوصول للقنبلة النووية. وأظهر تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات في ما يتعلق بإيران أنه يتم إدخال عشرة أطنان من المخدرات إلى إيران يومياً، وعلى أساس تقييم الأمم المتحدة، فإنّ نحو 40 في المئة من المخدرات التي تدخل إيران تبقى داخل الأراضي الإيرانية، والـ 60 في المئة المتبقية منها تصدّر إلى الدول المجاورة لتصل أخيراً إلى أوروبا. ويشير العديد من التقارير إلى أنّ هناك تنسيقاً بين قوات فيلق القدس والسفارات الإيرانية في تهريب المخدرات إلى دول العالم وخصوصاً أوروبا .. فيما تكشف التحقيقات التي أجريت في بقاع عدة عن أنّ الشحن والخدمات اللوجستية تقودها شركة شحن يمتلكها محسن رفيق دوست (القائد السابق للحرس الثوري وأحد أبرز مؤسسيه). ووفقاً لتقرير صدر عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، التي تتخذ من فيينا مقراً لها، أكد أن العراق قد أصبح معبراً لتهريب المخدرات. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن الحدود بين العراق وإيران هي بوابة تهريب المخدرات إلى دول الخليج وتركيا وبلغاريا. طفرة وفي سياق المخطط التخريبي، استغلت إيران حالة الفوضى في أفغانستان لتحويل أراضيها إلى مزرعة للنباتات المحظورة التي تنتج المادة الخام للمخدرات بأنواعها. وأشارت تقارير أفغانية في 2011 إلى أنّ مستوى زراعة الخشخاش في أفغانستان ارتفع من 8000 هكتار في عام 2001 إلى 123 ألف هكتار بحلول عام 2010. طريقان تشير نتائج تحقيقات أمريكية إلى أن حزب الله الإرهابي كان لديه طريقان لتوزيع المواد المخدرة عالمياً: الأول من أمريكا اللاتينية إلى غرب أفريقيا ومن هناك إلى أوروبا والشرق الأوسط .. والثاني من فنزويلا والمكسيك إلى أمريكا. ومن أجل غسل الأموال التي يكسبها، يشتري حزب الله سيارات أمريكية مستعملة عن طريق شركات وأفراد مرتبطين به ويصدرها إلى أفريقيا ودول أخرى.