السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

صالح والغدر الحوثي الإيراني

إذا كان الغدر والخسة والبشاعة سمات أساسية في نهج أي جماعة، فإن أي عمل لا أخلاقي يصدر عنها يعد أمراً طبيعياً في سلوكها تجاه من تختلف معهم في الرؤية. في هذا الإطار يمكن فهم طبيعة الجريمة التي أقدم عليها المتمردون الحوثيون وقتلهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ميدانياً وبدم بارد والتمثيل بجثته بشكل بشع وخسيس، وتباهي زعيمهم بذلك. ولا شك أن الطريقة الهمجية التي تخلص بها المتمردون الحوثيون المرتبطون بإيران من عبدالله صالح تؤكد حقيقة أنه لم يعد بالإمكان التعايش معهم بعد أن أثبتوا أنهم متعطشون للدماء وأن الانقلاب الذي نفذوه ضد شرعية الدولة لم يكن سوى حلقة في سلسلة من حلقات الغدر والخيانة. فتاريخ هذه الجماعة التي خانت كل المواثيق التي وقعتها وتعهدت بها يؤكد تلك الحقيقة، حيث كان لها اليد الطولى في كل محطة من المحطات الدامية التي مر بها اليمن مستغلة الدعم السياسي الذي وفرته لها إيران. والآن يبقى تساؤل.. ماذا بعد اغتيال علي عبدالله صالح الذي تحالف من قبل مع الحوثيين رغم يقينه التام بغدرهم؟ الإجابة جاءت عبر دعوة الرئيس عبد ربه منصور هادي للشعب اليمني، إلى الاصطفاف في وجه الميليشيات الحوثية، وتوحد حزب المؤتمر الشعبي أيضاً خلف قياداته، وقال «هدفنا واحد ومعركتنا واحدة» مشيراً إلى أنه يفتح صفحة جديدة للتخلص من الكابوس والسير وراء اليمن الجديد. وإذا كانت جماعة الحوثي المتمردة اغتالت علي عبدالله صالح بدم بارد، فإنها لن تستطيع أن تمحو إرادة الشعب اليمني، الذي ضاق ذرعاً بما ترتكبه من انتهاكات خارقة وممنهجة لحقوقه الأساسية وسعيها إلى تغيير الهوية العربية العريقة لليمن ليكون ولاية تابعة لإيران. ورغم اختلافنا مع صالح - الذي كثيراً ما تباهى بقدرته على ما كان يسميه بـ «الرقص مع الثعابين» في لعبة محفوفة بالمخاطرات ـ فإنه يحسب للرجل أن موقفه قبل مقتله مباشرة كان إيجابياً بدرجة كبيرة بالنسبة إلى التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقد يكون صالح بهذا الموقف، الذي اختتم به حياته قد كفَّر عن شيءٍ من خطيئته السابقة المتمثلة بتمكين ميليشيات الحوثي من الإمساك بزمام السلطة في اليمن، وبالتالي فإن الفرصة ما تزال قائمة لأنصاره ليقفوا مع شرفاء اليمن في انتفاضتهم ضد الحوثيين ومن يقف خلفهم في طهران. كاتب صحافي [email protected]