الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

من قتل صالح الحوثي أم الحمدين؟

في مقابلة قديمة بُثت على قناة العربية مع الرئيس اليمني السابق الراحل علي عبدالله صالح، قال فيها إن قطر ممثلة بتنظيم الحمدين، اقترحوا عليه مراراً التوقف عن محاربة تنظيم القاعدة، وبناء جسور وحوار، لكنه وحسب قوله توجس واستغرب من هكذا عرض، وبعد محاولات منهم وإلحاح منه لفهم الأسباب، قال صالح في المقابلة: إلى هنا ولن أذكر بعض الأمور، واحتفظ بها لحينه، لكن المحاور الزميل طاهر بركة ألح عليه لفهم ما يخفيه، فاكتفى المغدور بقوله: إن تنظيم الحمدين قال له: لست أنت الهدف، فيا يا ترى من المقصود بالهدف؟ رحل صالح وفي جعبته الكثير من الأسرار والمعلومات التي تدين وتفضح سياسة قطر، وذهب بسببها غدراً، وبنفس السيناريو الذي رحل فيه الرئيس الليبي معمر القذافي، ولكن الأيام دول، وخيوط المؤامرات تتضح يوماً بعد يوم، بل وإن قطر وبعد مقاطعة الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لها، انكشفت خيانتها وأصبح عداؤها معلناً، وبحسب المعلومات المتواترة فإن قطر لم يرق لها انفصال قوات صالح ودعمها للحوثيين، لأن ذلك سينهي الحرب الدائرة، وسيقف في نظرها تهديد السعودية وحلفائها واستنزافهم، لذا قررت إنهاء صالح عبر تدخلها بخطة قذرة أوهمت فيها الراحل بمصالحة مع الحوثيين، وقَبِلَ الأخير بالعرض والمتمثل بمقابلة وفد حوثي للحوار، ليكون هو الفخ لمحاصرته ومن ثم تصفيته، وبذلك يضمن تنظيم الحمدين تشرذم قوات صالح وإعادة سيطرة الحوثي على المواقع التي خسرها، أو إدخال البلد في حرب أهلية. منذ سنوات طويلة عوَّلت قطر على تنظيم القاعدة ليكون أكبر خطر يهدد السعودية، لكن صالح لم يتجاوب لأنه ليس الهدف لكنه الأداة فيما بعد، بمعنى الحليف المؤجل، لتتجه بعد ذلك لتنظيم الحوثي، كونه حليفاً يجمع في تحالفاته إيران وحزب الله. بوجود صالح كانت السيناريوهات متعددة ومفتوحة، أما الآن فهناك سيناريو واحد، التفاف الفرقاء في خندق واحد أمام الإرهابي الحوثي، ويكون رحيل صالح الدرس الذي يوحد الجميع لتحرير الأرض. نحزن لمقتل الرئيس السابق، كوننا خسرنا ذراعاً وحليفاً تحوّل أخيراً لمواجهة الحوثي. [email protected] باحث وإعلامي