الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إضاءة التعامل الراقي

لكل تعامل وتواصل ومحادثة ومواجهة مبدأ ودراية وأساس ومنهج، هناك من يحيكها بحبكة وحنكة، يديرها برقي واحترام وبهجة، وآخرون يشعلونها باحتدام وانحدار وإهدار للذات والفكر وانفصام عن التقدير والمودة، وانقطاع عن التفاهم بلين واهتداء ومحبة، وانشقاق عن النفس البشرية التي جبلت على التبسم والانفتاح وطهارة العقل ونفاسة المنطق، إذاً هي معادلة إنسانية روابطها متينة وأواصرها منيعة، تقف كسد شاهق في وجه من يحتال ويبتسم بخبث ويتوارى خلف أقنعة خيرة ووجوه حسنة، بينما يقوده ظنه وعقيدته لافتعال الود وانتعال الوهن وابتذال الرفق وانفعال الهمة الخائبة بمكر وشر وأوهام مفرطة. لكن دائماً هناك ابتسامة صادقة مضيئة بديمومة ودية ومحبة جهرية، توشم هويتها أخلاق راقية وسعيدة، قوامها سليم وإدراكها حكيم وبصرها سديد تغشى القلوب والعقول والأبصار بأمل وتفاؤل مثالي عميق، وحنان لا يشوبه خلق عقيم بئيس يصد عن الفرح وعيش الرفقاء ونهج السعداء. فالتعامل الراقي يستند إلى سداد الرأي ويتكئ على مناصحة النفس، قائماً على مصافحة الود والشرف والخير ومعاهدة القلب والعقل على صون السعادة ومجابهة التعاسة ومواجهة نزق النفس والرعونة بأخلاق الرشد والرفق والتكامل والثقة والكرامة، فهي منهج النجباء وسيرة النصحاء وصنيعة الحكماء، التي تهديهم بصيرة الحق واتباع الاعتدال في شتى الأمور وأشدها وأيسرها، فتلك وجهة الإنسان إلى مسار الخير والإحسان للاعتناء بعلاقات الود والتسامح والرضا والامتنان. التعامل الراقي يضيء ابتسامة صادقة تقي فساد الظن وكساد الرأي وجفاء الأخلاق. [email protected]