هل سترضخ إيران؟

نجحت استراتيجية الرئيس الأمريكي ترامب في رضوخ كوريا الشمالية دون طلقة رصاص واحدة. شكلت كوريا الشمالية على مدار عقود ماضية قلقاً ونوعاً من عدم الاستقرار في شرق آسيا خصوصاً لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية من اليابان وكوريا الجنوبية .. وحقيقة فقد عاش العالم لحظات مرعبة قبل أشهر معدودة على توقع حرب في أي لحظة والتي كان متوقعاً أنها لن تكون حرباً تقليدية. استطاع ترامب فك شيفرة العناد الكوري والتحدي بشكل سافر، وذلك عبر عمل عقوبات ورفع أسعار الجمارك للصلب وغيرها .. وطبعاً المتضرر هي الصين والتي سارعت للضغط على ذراعها كوريا الشمالية لأجل سلام مع أمريكا كي تتجنب الصين مزيداً من العقوبات الاقتصادية الأمريكية عليها .. وأيضاً استطاع ترامب عبر عقوبات قاسية على كوريا الشمالية أن يجعلها ترضخ للسلام . وهذا الإنجاز يسجل باسم الرئيس ترامب، والذي يكرر الآن نفس السيناريو على إيران بالضغط عليها بعقوبات اقتصادية خانقة جداً اعترف خامنئي قبل يومين بها، وأن الولايات المتحدة تحارب إيران اقتصادياً. وقد يكون الاتفاق النووي الإيراني هو الفيصل لمزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران قد تصل إلى إرجاع بند النفط مقابل الغذاء، والذي لن تستطيع إيران من خلاله تصدير أكثر من مليون برميل نفطي يومياً .. وهذا يعني انهياراً وضعفاً اقتصادياً إيرانياً متوقعاً، وهذا فوق التردي الحالي، إذ يعيش الاقتصاد الإيراني أخطر أوقاته بانهيار العملة الإيرانية وارتفاع البطالة ووصول أكثر من نصف السكان إلى خط الفقر. السؤال هنا: هل سترضخ إيران؟ نتوقع حال تمزيق الاتفاق النووي من قبل الرئيس ترامب .. سوف يقدم الساسة في إيران بعض المرونة .. وربما يخضعون كلياً لاتفاق جديد .. خصوصاً أن إيران شاهدت حليفها كوريا الشمالية كيف رضخ، وهو في طريقه لتسليم سلاحه النووي .. من هنا لا يوجد خيار لإيران غير الرضوخ، وإن واصلت عنادها فسوف تكون هناك عقوبات قاسية، وربما تقوم إسرائيل بعمل عسكري داخل إيران. محلل سياسي واقتصادي [email protected]