الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إنها إمارات الوعد .. يا «إخوان» الوأد

يريد البعض ترحيل زمننا إلى المجهول ... ويرحّلنا من الموعود والمعيش لدينا إلى الموءود المنقرض لديه ... ويرحل مأزق الباطن من دهر إلى دهر، ويستبدل النطيحة بالمتردية ... ونتساءل، هل نحن أمام دعوة عقدية فعلاً، أم أمام فرقة سرية سياسية وصولية لها مطامع وأهداف أخرى، والتاريخ يعيد نفسه. ترى هل مفاهيم الدسائس لها مسوغات شرعية؟ أم أن الأدلة الشرعية ضد الافتئات على سلطة دولة متحضرة، أم أن ديدنهم عدم الالتزام بالحاكمية لأن حاكميتهم هنا ليست الملاذ العقدي، وإنما حاكميتهم هنا الميكيافيللية، أي الغاية تبرر الوسيلة؟ إن كان العمل التآمري من خلف ستار من منهج هذه الجماعة مع غيرهم وربما مع نفسها، وطالما أن حلم الوصول إلى السلطة هو الغاية، فمن الطبيعي أن تتبع السرية والأساليب الباطنية في تحقيق غاياتها، تتجسس، تتآمر، تخطط، وحتى تصل مراحل التصفيات الجسدية. وبما أن الاغتيال وارد لمواجهة الخصوم، فالتجسس على الغير نتيجة طبيعية، وكل هذه الخزايا والسيئات تحت ستار عقدي، وبشعار المخادعة وبذريعة الدافع العقدي، فكل شيء وارد لدى هذه الجماعة، وإن خالفت صريح سماحة الشرع الذي يتسترون خلفه. يريدون ترحيل زمننا إلى المجهول ... تشددوا .. استشرقوا،.. وتسللوا، فلا إبلاً وثقوا، ولا بكفيهم الحصيد روائع، ويعود مسعاهم، كما أتى، بخفي منظّرهم. فمنذ أن أفضت بهم خريطة الطريق إلى الهاوية، هناك حلقة مفقودة في تمرحل تعقيد العلاقات المختلفة في المنطقة حد الإبهام، علاقات الجماعة بمن خلف الحدود، علاقات الفعل بالتمويل، علاقات الغاية والوسيلة، علاقات بينية التنظيم والجماعة، علاقات الجماعة بالجماعة، علاقات عابرة بالأطراف المتآمرة كافة .. متاهة من صفرية العلاقات جميعها من هاوية إلى هاوية. والمجتمع الإماراتي، في تناوله لمن عض يده المتسامحة، يفغر فاه من دهشة أمام منزلقين، أولهما كيفية التعامل مع ظرفيات تصويب المتجه التآمري وتحصين شبابه، والآخر كيفية علاج التأثيرات التي يسببها اللؤم «الإخواني»، وخاصة إزاء حالة التأليب وجيوبه خلف الحدود. من منظور بنيتها السياسية والأيديولوجية، تصنف الحالة الإخوانية ككيان وحيد في هذا الكوكب ينخرط في نسيج علاقات عرجاء مستقبحة مع بقية منظومات إقليمية ودولية، فاتسعت محاور العداء لكل مشروع سيادي حضاري سوي. وتخطت مناهضة هذا التنظيم الدائرة العربية لتشمل محاور عدة، وأطرافاً كانت على وئام وفق استراتيجيات مرحلية، فظهر محور العداء المناطقي، ومحور العداء القاري، ومحور العداء الدولي، ثم محاور التقاطع التاريخي. وينسب ذلك إلى الطبيعة الشاذة المجافية للعادية لانبثاق الجسم الإخواني المستعدي الآخر، وما ترتب على هذا الواقع من هواجس لديه من الوقوع تحت دائرة الخطر، فذهب إلى اعتماد العمل الباطن. وتأسيساً على ذلك، أدى هذا الإدراك لديهم إلى الرهاب من المستقبل. يريدون ترحيل زمننا إلى المجهول ... وإن كانت الذهنية الإخوانية السلطوية تدرج احتمالات العودة إلى منطق العنف، فهي تعي تماماً أن الخروج على ناموس المجتمع، ليس كالحرب على جبهة. إذ إن هناك ما يعرف بمعركة الحسم في الحروب بين الدول، وينتفي هذا المفهوم هنا، فالمعركة ضد مجتمع، كالإماراتي، لا يمكن أن تكون حاسمة، فضلاً عن أن الجماعة ستعتمد التزين السياسي بعد الضربات المناطقية والنقمة العالمية، هناك مناوئة غربية وعريبة عارمة على أساليبها، فما كان متاحاً في أيام خلت تلاشى آنياً .. والتاريخ يتحدث.