الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«التوجيه والرقابة على المدارس» في وزارة التربية والتعليم لـ «الرؤية»: التقويم المستمر ينمي الاعتماد على الذات لدى الطالب

وُضع التقويم المدرسي من ضمن معايير الرقابة على المدارس لمعرفة مستوى تحصيل الطالب في الاختبارات التي تجريها المدرسة، لكن هذا التقويم تصاحبه بعض الإشكاليات من قبل الطلبة وأولياء الأمور، لكنه في النهاية جاء من أجل قدرة الطالب في الاعتماد على ذاته، وتحسين مستوى تقدمه الدراسي بمرور الوقت. في هذا السياق، أكدت مديرة إدارة التوجيه والرقابة على المدارس في وزارة التربية والتعليم جميلة المهيري لـ «الرؤية»، أن التقويمات المستمرة الخاصة بالطلاب وبالنسبة لنا كوننا جهة رقابية، تأتي وفقاً لمعايير الرقابة على المدارس، من حيث مستوى التحصيل الدراسي للطلبة في المواد الرئيسية. وتواصل المهيري حديثها: يتم ذلك من خلال الاختبارات التي تجريها المدرسة، للوقوف على مستوى معرفة وتمكن الطلاب من المهارات الأساسية في مواد اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات، وذلك بهدف الوصول إلى مستوى تحصيل دراسي قوي للطالب، قياساً بالمعايير العالمية للاختبارات الوطنية والدولية. أما الموجه أول لغة عربية في وزارة التربية الدكتور محمد عيادات، فيؤكد أنه إذا أحسن الطالب التعامل مع معطيات التقويم المستمر من حيث توزيع وقت الدراسة وإنجاز المهام المطلوبة دون تأخير، فذلك من شأنه تخفيف عبء الدراسة المتراكمة في نهاية كل فصل. وعن الجوانب الإيجابية للتقويم المدرسي فيذكر عيادات، أن التقويم يسهم في اعتماد الطلبة على أنفسهم، خاصة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، ومن جانب آخر يضع الطالب وولي الأمر أمام المستوى الحقيقي للطالب لما له من فائدة كبيرة لتحسين المستوى. ويوضح عيادات لمن يعتبر أن التقويم يمثل عبئاً، بأن العبء يلقى على الطالب غير المتابع الذي لا يستذكر دروسه أولاً بأول ويسوف أو يؤجل. ويبدأ مدير عام مدرسة دبي الوطنية محمد رياض المرعبي حديثه بقوله تعالى: (ولنبلونكم أيكم أحسن عملاً)، مفسراً أن الطالب مثل كل إنسان يسأل أمام الله ماذا قدم في حياته، لذلك فالتقويم جاء للتأكد من وصول المعلومة لدى الطالب، وكذلك من أوصل المعلومة هل أوضحها بشكل لائق وجيد متناسب مع عمر ومستوى الطالب؟ ويتابع المرعبي: التقويم جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، موضحاً أنه عندما يتم حفظ المعلومة بشكل ببغائي فهذا يشكل عبئاً على الطالب عندما يطلب منه أن يحفظ معلومة لا يحتاجها، لذا فهناك معلومات أساسية يجب أن يفهمها الطالب، وأخرى يجب أن يختبر فيها ويفهمها. ويزيد المرعبي: من هنا فإن للتقويم شقين: الأول خاص بالمدرس وإعداده للامتحان اللائق، وهل أوصل المعلومة كما يجب أن تصل. أما الشق الثاني فهو خاص بالطالب في تلقيه المعلومة، إذ يجب أن يجد في المعلومة شيئاً مسلياً ومفيداً. أما عن التقويم المستمر، فيشير المرعبي إلى أنه يعتمد على كيفية وصول المعلومة إلى الطالب، فإذا وصلت بشكل سهل وممتع، فذلك يهيئ الطالب لإخراجها والاستمتاع بها، فالتقويم المستمر مهم للغاية لما له من دور في رفع معنويات الطالب، ونحن في القرن 21 ندرس ونمتحن الطالب بشكل مختلف في الأساليب والوسائل، فنتركه يقيم نفسه ويضع أسئلة لنفسه ويتعلم كيفية تقويم نفسه. أما من جانب أولياء الأمور فيرى عبدالله محمد، أن هذا النظام ممتاز لأنه ينشط فكر الطالب، ويجعله مشغولاً دائماً بدراسته، كما يضيف له المتعة في البحث والاعتماد على الذات، من خلال وسائل متعددة. ويضيف عبدالله: أنا لا أعاني من هذا النظام، بل هو منجز لي في تدريسي لابني ومعرفة مستواه الدراسي وتحسينه سريعاً. لكن عبلة النابلسي من أولياء الأمور، ترى أن التقويم المستمر عندما يكون باعتدال، فهو يعطي لنا فرصة في متابعة أولادنا ومشاركتهم، لكنه عندما يكون باستمرار دون تنظيم، فتلك هى المشكلة، لأني أحياناً أضطر لإرسال ابني إلى المدرسة وهو مريض، وبالطبع سيكون أداؤه في هذا اليوم غير مرض، فبعض المدارس تأخذ العلامات من التقويمات، وبالتالي فذلك يظلمه، لكن عندما يكون التقويم منطقياً وجيداً فأكيد سيكون مفيداً للطالب. وعن أراء الطلاب في هذا الشأن، فتعتبر عاليا محمد في الصف التاسع التقويم جيداً، لكنه لا يعطي فرصة للاطلاع على المواد الدراسية قبل الاختبار، لأن عادة ما تكون بعض الاختبارات مفاجئة، ونكون غير مستعدين لها، لكن بعد معرفتنا هذا النظام أصبحنا مستعدين للاختبار في أي وقت. بينما تشير جود حسام في الصف السادس، إلى أن التقويم المستمر يساعدني على استذكار دروسي دون تأجيل، والتنسيق مع المدرسة في أن التقويمات لا تتم في يوم واحد لكل المواد، فعادة ما يكون كل يوم مادة، وأغلب التقويمات تكون مفاجئة إلا التقويم الشهري، نكون على علم به.