السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

سارقة الهوية.. اللصة الظريفة تسطو على ثروتي وحياتي

يؤكد الأديب أوسكار وايلد أن معظم الناس يعيشون بشخصية غيرهم ويتبنون أفكار الآخرين، وحياتهم تقليد لغيرهم، وحبهم مجرد كلمات منقولة مستعارة! ويروي كاتب نرويجي ساخر «أن رجلاً طلب من ساحرة أن تجعله جذاباً وسيماً تجري وراءه النساء، وتقع في هواه، ولا تستغني عنه أبداً، فحولته إلى بطاقة ائتمان». حول سرقة الهوية وبطاقة الائتمان تدور قصة فيلم «سارقة الهوية» الذي يطرح قضية اعتمادنا الكلي على تلك البطاقات التي أصبحت تحدد وتهدد هويتنا الحقيقية. وأصبح اعتمادنا الكلي عليها يشكل خطورة كبيرة في حالة فقدانها واستغلال أحد الأشخاص لها. تعيش ديانا (ميليسا ماكارثي) في رخاء ورغد من العيش، في ضواحي ميامي. تشتري كل ما تتخيله وتحلم به، ولا تعاني أي حرمان، وتسير دائماً وفي حقيبتها بطاقة الائتمان التي تشتري بها كل ما تريده وما لا تريده. المشكلة الوحيدة أن البطاقة التي تستخدمها وتفتح لها كل أبواب المتاجر والمطاعم ووسائل الترفيه والسفر، باسم (ساندي بيجلو باترسون)! والمشكلة الكبرى أنها ليست بطاقتها بل تنتمي لمندوب حسابات جوال (جاسون بتمان). ومن حسن حظها أنه يعيش حياته متنقلاً بين المدن والولايات يطارد المشاهير والنجوم وصفوة المجتمع ويعقد معهم الصفقات لصالح الشركة التي يمثلها. وكان أمام المسكين أسبوع واحد فقط، ويبرم صفقة هي الكبرى في حياته المهنية يصيد فيها أحد الفنانين الكبار. ويصعق جاسون عندما يكتشف أن أمواله تم التلاعب بها، وينقلب عالمه رأساً على عقب. ولكي يوقف نزيف الخسائر يترك عمله وصفقته المهمة ويتجه إلى الجنوب، لمواجهة المرأة التي حصلت على كلمة السر لكل حياته، وجردته من ثروته التي قضى عمره بأكمله لكي يجمعها، وينعم بحياة ناعمة مترفة تعوضه عن رحلاته الشاقة في شرق البلاد وغربها، وأساليب المناورات التي يتبعها لإقناع عملائه بكلامه وعروضه. ويستطيع الوصول إلى المرأة، ويحاول استخدام كل وسائل الترغيب والترهيب معها، ولكن من دون جدوى. يصطحبها في رحلة مقدارها ألف ميل ويحاول أن يقنعها برد أمواله، وأيضاً رد بطاقته، واسترداد هويته الضائعة. ويكتشف أن من الصعب أن يسترد اسمه مرة ثانية، خصوصاً أن المرأة استغلت أن اسمه (مزدوج) يطلق على الرجال والنساء، ما سهل عليها عملية الاحتيال. وتحدث مفارقات عديدة بين اللصة الظريفة، وبين المحاسب الضحية مسلوب الهوية، لكن الأمور تتطور وتحدث سلسلة من المفاجآت. يبدأ عرض الفيلم اليوم في دور العرض الأمريكية، ويستغرق 112 دقيقة. ونجح المخرج سيت جوردون في أول تجربة سينمائية له في صنع فيلم كوميدي نظيف، يعتمد على كوميديا الموقف، وبرع في استغلال قضية الهوية الضائعة. والمعروف أنه مخرج تليفزيوني بالأصل، ومن أبرز أعماله أربعة أعياد كريسماس، وعاملة عصرية. وأضفت الممثلة ميليسا ماكارثي روحاً كوميدية وخفة دم، ونجحت في انتزاع الضحكات، وإجادة دور اللصة الظريفة. وهو دور يضاف إلى أدوارها السابقة مثل «هذه الأربعين»، والحياة كما نعرفها، وخطة بديلة. ولعب جاسون بتمان دور المحاسب المسلوب الهوية، الذي يحاول الخروج بأقل خسارة ممكنة، لكنه يفشل حتى في استرداد هويته.