الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كشتة وخربان بيت

تسعدني العائلة الفرنسية حين تستعد لرحلة، حقيبة صغيرة فيها لكل واحد «سندويش» جبنة وعلبة عصير ونوع واحد من الحلويات؛ وعينك ما تشوف العائلة العربية، قبل الرحلة بيوم لف وتجهيز طنجرة ورق عنب ومحاشي، وطنجرة رز احتياط، نقع كرتون دجاج طازج، تقطيع لحم التكة والكباب، شراء خمسة كيلوغرامات كستناء، خمسة كيلوغرامات فحم طبيعي، «سطل» لبن وصناديق بندورة وخيار وخس، ثلاثة كيلوغرامات على الماشي من تفاح وبرتقال وموز، بطيخة حمراء وأخرى صفراء، شوال بطاطا، كيس بصل. «انسَ اللي حصل»، تبدأ الرحلة من السادسة صباحاً قبل عيونهم ما تفتح وبصوت عالِ «ألو لا تنسي طنجرة الملفوف»، وأنت بعد لا تنسَ منقل الشوي، ترد وهي مشغولة بحزم الفرش والحصر والمخدات. لم تعد تتسع السيارة، يظن محيي الدين جارهم الآسيوي بأنهم يستعدون للانتقال لمسكن جديد، فيصاب بنوبة نكد ويضع مطباً في المسافة الفاصلة بين فكه السفلي والعلوي، و«يمدّ بوزه» لكي يُشعِر أبا حازم بأنه في قمة الحزن، وبعد أكثر من عشر هزات لرأسه في أقل من ربع ثانية، يسأل «أنت في مشكل سوا سوا أرباب»، فيجيبه لا، «انت وين سير بدلي بيت». يجيب ضاحكاً، نحن ذاهبون في رحلة إلى حديقة الهيلي يبتسم رافعاً حاجبيه، بعد أن خلع مطب النكد ويعود «لطج» عشر هزات تأكيداً على فهم الموضوع. أم حازم، مشغولة بتعمير رؤوس الأرجيلة» بمعسل تفاحتين وتبحث عن الملقط، بعد أن وضعت عشرة أكواب للشرب وخمسين صحناً للتبولة والمشاوي، دلة القهوة وإبريق الشاي أما الولاعة فوضعتها في جيبها تفادياً لـ «عرس مطنطن» يخرب أجواء الرحلة وربما يخرب بيتها. حازم يبحث عن الكرة ومضارب التنس بعد أن وضع في السيارة جميع ملابسه الصيفية والشتوية واللاب توب وثلاث نظارات شمسية، أما ليلى «فانسدحت» في صدر السيارة وغرست رأسها في البلاك بيري وكأنها غير معنية بالأمر. المهم بعد العودة من الرحلة، أبو حازم وتسونامي نكد جديد بعد أن حقق عجزاً في ميزانية الشهر وبصوت مخنوق: والله لتقضوا الشهر «مجدرة» وعدس. بصراحة أنا كعربي لا أفخر بفوضويتي يوماً، ولكنني أحاول أن أتعايش مع الكارثة.