الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أين يكمن الخطأ

على الرغم من التطور الذي تشهده دولتنا والذي يجعلها في مصاف الدول العالمية، وخصوصاً إمارة دبي التي عرف عنها أنها من بين أفضل المدن وكذلك باقي الإمارات والمدن، لكن دبي في نظري المدينة التي لا تنام أبدأ (وعساها دوم عامرة يا رب)، إلا أن دولة الإمارات العربية المتحدة كغيرها من دول العالم يرتكب الأطباء فيها مجموعة من الأخطاء الطبية، سواء في تشخيص المرض أو خلال إجراء العمليات الجراحية التي لا يرغب أحد في الخضوع لها. ورغم أن أكثر من 90 في المئة من هذه العمليات الجراحية تجرى بصورة سلسة، فإنه يجب أن يضع المرء في حسبانه أن الجراحين هم بشر غير كاملين. وكم سمعنا عن أخطاء طبية ارتكبها الأطباء، وآخرها حالة صديقة لم يمر حتى الآن على عمليتها سوى نحو شهرين، وخلال هذين الشهرين لم تفارق المستشفى سوى لعدة أسابيع لتجدها طريحة الفراش مرة أخرى! بعد عملية القلب المفتوح التي قامت بها، خرجت للمنزل مدة أسبوعين، وإذا بها تعود مرة أخرى، وتم تشخيص الحالة على أنها ميكروب في الدم، ولم يعرف من أين أتى هذا الميكروب! وتمت معالجتها مدة ثلاثة أسابيع، لتخرج من المستشفى وتعود إليه مرة أخرى بعد أسبوعين، وتشخص حالتها (التهاب في الصمام، وارتجاع في الصمام الآخر)! قيل لهم إن الميكروب لم يتم علاجه بشكل كامل «والأطباء بشر كما يقولون»، وقام الميكروب بمهاجمة الصمام السليم فأصيب بالالتهاب، ما يستوجب إجراء عملية قلب مفتوح أخرى. الأم حالتها مأساوية وطلبت نقل ابنتها خارج البلاد، حيث اقترح البعض على العائلة الذهاب إلى دولة خليجية وأخرى جارة، ففضلت العائلة الدولة الخليجية لكون عائلة الأم منها. إلى متى وهذه الأخطاء مستمرة؟ نعم جميعنا بشر ولكن .. حيث كشفت إحدى الدراسات في الدولة بأن المرضى الشبان كان لديهم فرصة أكبر للنجاة من بعض هذه الأخطاء أكثر ممن هم فوق سن الـ 60. فما الفائدة في تعويض المرضى بعد موتهم أو تعرضهم لإعاقة مستدامة؟ دولة عرفت بتطورها الحضاري الذي تحسدها عليه جميع الدول، أتمنى حقاً أن يتطور طبنا أكثر مما هو متطور، لنتلافى تلك السلبيات التي تعكر الصورة. وأن تكون الإمكانيات المتاحة عندنا أكبر من التي لدينا برغم التطور الموجود، فالطامة الكبرى عندما يقول أحد الأطباء: «أنصحكم بنقل مريضكم إلى هذه الدولة أو تلك، لأننا لا نمتلك الإمكانيات الكافية هنا في الإمارات!». كلام كبير وخطير جداً، ويحتاج مراجعة وتدقيق من وزارة الصحة، فأين يكمن الخلل؟ وما هي الإمكانيات التي لا نمتلكها؟ هل بإمكاننا خلال هذه السنوات أن ننقل الطب لدينا لمصاف هذه الدول؟ أتمنى ذلك.. وأتمنى أيضاً متابعة جادة من وزارة الصحة، خصوصاً أن أصحاب القرار يريدون لنا أن نكون الأفضل ويريدون أن تتوفر جميع الإمكانيات التي تحقق ما يريدون ونريد. أطباء يجرون عملية قلب لأحد المرضى.