الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كل يوم حب

مناسبات الحب كثيرة ومختلفة باختلاف الأيام، فتجد من يحتفلون بعيد الأم حباً وتقديراً لها، وذلك بتخصيص يوم في السنة على مستوى العالم، وعيد الأب الذي عرفته مؤخراً وهو مماثل ليوم أو عيد الأم طبعاً، وكذلك عيد الحب الذي تكتسي فيه معظم الأماكن باللون الأحمر، ويتم الترويج له بشكل كبير وملفت. لكن قليلة تلك الأيام المستوردة والدخيلة على مجتمعنا من ثقافات وأنماط عيش تختلف عنا والمخصصة في حب من له شأن عندنا ولمن نصنفه في قاموس الأولوية بما هو غالٍ علينا أكثر من أنفسنا أحياناً، ورغم الزخم الذي تحظى به تلك الأيام في أوساط المجتمعات، ففي النهاية هو يوم واحد لكل مناسبة وكأننا نذكر من نحب في هذا اليوم فقط، فما بالك بمن يقول لك إن كل يوم حب؟ فإذا تمعنا بحب الأم، هل تحبون أمهاتكم يوماً في السنة أم أن الغالية نحبها كل يوم وكل لحظة، وأجزم أنكم لا تريدون من يذكّركم بحبها مرة في السنة، وهي في غنى عن بطاقة بريدية أو قلادة من ابنها أو ابنتها كتب عليها «أحبك أمي» في ذلك اليوم فقط. وكذلك أبوك الأمر سيان فهو أحق أن يكون له الحب والاحترام كل يوم، فهو موجهك الأول وكان مثلك الأعلى عند الصغر، وحرص في كل لحظة على أن تكون الأفضل في كل شيء، وهنا نذكر قوله تعالى {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} لقمان 14. فقد قرن شكرهما بشكره: شكر الله على نعمة الإيمان، وشكر الوالدين على نعمة التربية. قال الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». وهذا يحثنا على أن نحب أصدقاءنا الذين نصاحب، وزملاءنا في العمل وجيراننا وكل مَن يهمنا، ويكون ذلك بالنصح والتذكير في كل ما هو خير والنقد البنّاء والإيثار، وباختصار أن تحب له من الخير مثل ما تحب لنفسك، أما حب شريك الحياة فلا يقل أهمية عما سبق وقد يزيد، فهو النصف الآخر لك. إذاً الحب في مجتمعنا وديننا وثقافتنا أفضل من أي مكان آخر لكن يحتاج إلى تفعيل منا، فليكن شعارك «أنا أعيش كل يوم حباً فلا أحتاج إلى يوم من أجل أن أعيشه». للتواصل مع الكاتب: [email protected]