الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عيب ..!

تحذير: إذا كنت دون سن الثامنة عشرة فلا تقرأ الأسطر التالية. لست أدري من قام بتحديد سن (١٨) كسن قانونية يحق للإنسان بعدها أن يخرج عن وصاية والديه ويصبح مسؤولاً عن تصرفاته، أو ما هي الاشتراطات التي فُرضت في تحديد هذا العمر ليكون الشخص قادراً على تحمّل الأمور التي كان لا يتحملها قبل أشهر عدة، ولكن هذا لا يهم الآن، فقد قررت أن تُكمل قراءة المقال على الرغم من التحذير. يدفعك الفضول أحياناً لاستكشاف تلك العوالم الأخرى، كفضول مشاهدة ذلك الديك الذي يعزف على البيانو مثلاً، دخولك عالم الكبار قد تكون نتائجه وخيمة، خاصة إذا لم تكن متسلحاً بالمعرفة الكافية .. من الجيد أنك مازلت تُكمل القراءة مع الكبار إلى الآن. أصبحت قضايا التحرش الجنسي بالأطفال تُشكّل هاجساً مخيفاً لكل أب وأم في مجتمعنا، حيث يقوم المتحرش غالباً باستغلال براءة الأطفال وثقتهم فيه إذا كان من الأقارب، وذلك الاستغلال ناتج عن عدم مقدرة الأطفال على الفهم أو البوح، ومن هذا المنطلق بات تثقيف الطفل جنسياً مطلباً مهماً في حياتنا. ليست الثقافة الجنسية هي الحل الوحيد، فأسباب التحرش ووسائله متعددة، وكذلك طرق الوقاية والحد منه، ولكن غياب التوعية يُشكل فجوة عميقة قد تسبب دماراً هائلاً. رسالة إلى كل أب وأم: ثقفوا أبناءكم جنسياً قبل فوات الأوان، ثقفوهم ولا تعتمدوا في ذلك على المجتمع أو المدرسة، ثقفوهم قبل أن يسبقكم صديق سوء، تعلموا كيف ومتى لكم أن تثقفوهم، واستعينوا بالمختصين في تحقيق مرادكم. رسالة إلى المجتمع: تخلصوا من عقدة العيب، فلا حياء في الدين أو العلم، خاصة إذا كانت الضحية فلذات أكبادنا. في النهاية: ليس عيباً أنك أكملت قراءة هذه الأسطر، ولكن أعلمُ أن هناك من سيقول عيب عليك أن تكتب مثل هذه النوعية من المقالات.