السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

يا «إخوان» .. جفّت البِرْكَة وبانت ضفادعها

نعلم جيداً .. أن المنطقة برمتها تشغلها أتون أزمة مفتعلة ووبائية أخطبوطية سافرة، بيد أننا، كدولة جلي أننا جزء من هذا التواتر. ولكن الإمارات تمعنت بل وأحسنت قراءة هذه الأزمات، ولم يجانبها الاستنتاج والتبصر من الماثل حولنا، بذهنية المعتبر المستوعب والباحث عن الحق الواضح الفحوى ضمن المنزل العقدي، وتلك معادلتها. وفي المنقلب الآخر، ترى ثلة من أعضاء التنظيم السري الذين تواصلت محاكمتهم أمس، وأميط اللثام عن الكثير، لا تتقن كيف تتبصر موطئ قدمها في مناهضة الدولة، أو حتى الوقوف على ما يريدون. والآن علمنا، أن هناك فلسفة للتآمر المافيوي يشي ضمن ممارسات التنظيم السري وهيكليته. وأن للدسيسة مشروعاً للذين انكفأوا على الظلامية وبقايا الآيديولوجيات الكهنوتية التشرذمية، التي تهدف إلى التشطير بذهنية الخفافيش المنقادة لا القائدة، تجتمع على أوهام سلطوية تسلطية على الرقاب، تحلم بسيناريوهات زج الوطن إلى أتون لا يعلم إلا الخالق مداها. وهم على ما يبدو، لم يتعلموا دروس التاريخ ولم يستوعبوا عِبره. والآن نعلم.. بعد سقوط القناع، إننا مستهدفون .. مستهدفون حتى في شبابنا، وباتت جرعات التحصين واجبة، واجبة. فمن جوهر الأمور التي ينبغي للحريصين على الفكر والمهتمين بحقل التوعية والتحصين، والساعين لفضح المشروع الإخواني على نحو دقيق، هو مراجعة التاريخ ودراسة الأسلوب والممارسة الخفية لتتضمن المراجعة والاستئصال الكلي لعملية الاستنطاق الخاطئة للنصوص والفهم التفكيكي لها، وكيف تتوالد الأفكار لديهم من خلال هذا الفهم القاصر، وتحويله إلى مقدسات لا يمكن أن تطالها أدوات النقد والمراجعة، وتوالد التابوهات على نسق غير منضبط تلبية لحاجات نفسية أو مصالح شخصية، وعطل الممارسات النقدية التي يتوقف عليها التطور الحضاري والفكري حتى يتاح للعلماء الواعين والمثقفين مساءلة أي ظاهرة إخوانية سلبية رغم افتقارها إلى الشرعية. ثم تأتي مراجعة الآليات التي يتذرع بها الإخوان وتنظيمهم الذي يرفع شعار «دولة داخل دولة»، بغية عرض وإيصال هذا الفهم إلى الآخر، والنظر في مدى صوابيته وقدرته على التأثير والإقناع، عن طريق الدحض والإقناع على نسق منهجي ومدروس. إن دحض الفكر الإخواني، إن كان هناك، ومدى ارتباطه بصوابية الفهم الحقيقي للموروث الديني والنص الشرعي، والقبول بمستوى معين من الفهم والأسلوب، هو ما يبرر نشوء فكر الجهوية وسيطرته على أدبياتهم العقدية وغيرها. الآن نعلم .. أن الخطاب التآمري الإخواني يحمل جينات بثقوبه وثغراته، إذ يلمس الممحص لبعض مناحي تفكيرهم ، أن الكثير منها تشوبه سلبيات المستتر والباطن، إذ نجده يرفض الآخر لأنه الآخر فقط، ويقبل الأنا لأنها الأنا فقط، منطلقاً من خلال مسلمات دون وعي بأن ما قد يرفضه هو مسلّم وضروري الاعتقاد والقبول، ولكنه لا يخضع الفكر للمناقشة والتمحيص، ومما لا شك فيه أن بعض الأحكام الصادرة ضد الآخر ليس لها مقياس سوى مقياس الهوى والنفس. وبالتالي، انقطعوا عن الآخر، وانكفأوا في سراديب وعوالم السوداوية التي تعني الموت السياسي، والعيش للذات بفهم تسطيحي هدفه الكرسي والسلطة بأي سبيل .. ولكن «جفت البركة وبانت ضفادعها».