السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

استخدام آليات الاتصال الحديث بين المعلم والطالب .. دورات تدريبية للمعلمين لتضييق الفجوة التقنية

فرضت التكنولوجيا نفسها في المجال التربوي، وأثرت الثورة الاتصال والانفجار المعرفي على القطاع التعليمي، ما دفع المؤسسة التربوية إلى مزيد من التطوير والتجديد من أجل مواكبة التغيّرات التكنولوجيّة المتسارعة، وتقليص الفجوة بين الطالب والمعلم، باعتبار تباين الأجيال في استخدام آليات الاتصال الحديثة. وفي هذا السياق أوضحت مدير إدارة نظم المعلومات التعليمية فاطمة الخاجة لـ «الرؤية»، أن وزارة التربية والتعليم ترصد الفوارق بخصوص استخدام التقنيات الجديدة، بين الطالب والمعلم، وأفادت: تعمل الوزارة على تطوير خبرات المعلم والإطارات التربويّة العليا، وتعزيز مواكبتها للتطورات الإلكترونية، وسنسعى إلى نشر مبادرة «التعليم الذكيّ» وتطبيقها في كلّ المدارس. وأكد مدير مدرسة دبي الوطنية أسامة عجول، أن الفوراق بين المعلم والطالب في استخدام وسائل الاتصال الحديثة، باتت تتراجع بشكل كبير، وتسير نحو الانعدام، إذ يحرص المعلمون الجدد والقدامى على صقل مهاراتهم الإلكترونية، بعد أن أصبحت أداة مهمة من أدوات التدريس، وأردف: «حرصت إدارة دبي الوطنية، منذ وقت مبكر، على تضييق الفجوة التقنية بين المعلمين والطلبة، من خلال تنظيم دورات تدريبية للمعلمين، داخل المدارس المتخصصة في المجالات الرقمية، إيماناً بدور المعلم الذي يعتبر أساس العملية التربوية في جميع الأنظمة التعليمية». فيما يرى مدير مدرسة دبي الثانوية منصور شكري، أن تلك الظاهرة لم تقتصر على المعلمين فقط، بل طالت عدداً كبيراً من أولياء الأمور، باختلاف مستوياتهم وتعدّد فئاتهم. وتابع شكري: «اليوم نجد كثيراً من الآباء يلجأون إلى أبنائهم حين تعترضهم مشكلة تقنية تخص حواسيبهم الآلية أو هواتفهم الجوالة مثلاً»، مشيراً إلى ارتباط هذه الظاهرة باختلاف الأجيال وتباين اهتماماتها، واختلاف شواغلها. وبيّن شكري أنّ دور المعلم هو الأساس في العمليّة التربويّة، لذلك لا ينبغي أبداً أن يتراجع مستواه ويتخلف عن مواكبة أيّ تطور يسهم في تعزيز التحصيل الدراسي لطلابه، مؤكداً وجود هذا المشكل في تفاوت المعارف الإلكترونيّة بين الطلبة والمعلمين، خصوصاً المتقدمين في السنّ منهم. ومن جهة أخرى طلب عصام عبدالله أحد أولياء الأمور، من وزارة التربية والتعليم أن تعزز الدورات التدريبية الموجهة للمعلمين في مختلف تخصصات الحاسب الآلى بشكل مستمر، نظراً لارتفاع تكاليف التدريب التي يعجز المعلمون عن سدادها وهو مردّ تخلفهم عن التطور الإلكتروني، وذكر عبد الله: «تتولى تلك المراكز تدريب وتأهيل المعلمين الجدد قبل تسلّمهم مهام العمل بهدف إعدادهم الجيّد وتماشياً مع حجم دورهم وقيمة رسالتهم في تكوين الأجيال القادمة». بينما اعتبرت موجهة أوّل الرياضيات في وزارة التربية والتعليم خولة الحوسني، موضوع الفجوة في استخدام التقنيات الإلكترونيّة الحديثة، لا يخصّ المعلم والطالب فحسب، بل يمتدّ إلى أولياء الأمور، مشيرة إلى لجوء بعض الأولياء أحياناً إلى الأولاد، قصد الاستفادة ونيل المساعدة، وهو ما يعدّ دليلاً على تفوق الأبناء واطلاعهم على الجديد في الشبكة العنكبوتية التي أصبحت ضرورة يومية. وألقت خولة الحوسني باللوم الأكبر على عاتق المعلمين الذين لم يبادروا بتطوير معارفهم في المجال الالكتروني، وتحسين قدراتهم في استخدام آليات الاتصال الحديثة، وذكرت: «لم يبق أمامنا سوى تدارك الفجوة التقنية بين الطلبة ومعلميهم، بتعزيز قدرات المعلمين الإلكترونية في إجادة استخدام التقنيات الالتصالية ومتابعتهم المستمرة لكل ما هو جديد فيها». وتؤكد الطالبة في مدرسة دبي الوطنية رحمة علي، أنها لا تشعر بتلك الفجوة مع معلميها لأنهم يجيدون استخدام الانترنت، ويشجعون الطلبة على حسن استغلالها، وأردفت: «معظم المواد الدراسية تعتمد البحث والتقصي، لذلك نوظف التقنيات الحديثة لتحصيل المعلومة، وهو ما يساعدنا على الاكتشاف والابتكار».