السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

العبار الذي لا يخاف

لم أقرأ إلى الآن أي تقرير يحلل بتعمق فكر محمد العبار الاستثماري والإداري، وكيف استطاع تقديم العديد من الأفكار الجديدة في مجال شركات العقارات والتي شكّلت طريقة سير العمل في شركة إعمار التي يرأسها منذ تاريخ إنشائها في العام 1997. قبل هذا التاريخ كانت أغلب شركات العقار تدار بعقلية تجار العقار التقليدية، وهي التركيز على إنشاء المشاريع العقارية وتسليمها لأصحابها، كانت هذه النظرة التقليدية مبنية على أساس ضمان حاجة السوق الدائمة إلى المزيد من المشاريع العقارية الجديدة، وهي نظرة قاصرة، وكانت سبباً في خروج الكثير من هذه الشركات من سوق العمل عندما مر السوق بفترات طبيعية من الركود العقاري. اليوم تدير إعمار مجمعات سكانية ضخمة، وتحصل من حقوق الإدارة على دخل شكّل جزءاً كبيراً من أرباحها السنوية، كما اقتحمت مجالات جديدة في مجال الاستثمار كمجال الضيافة عن طريق مجموعة فنادق العنوان، ومجال التسوق عن طريق مول دبي ومول المارينا، ومجال التعليم عن طريق الاستحواذ على مؤسسة رافلز كامبوس السنغافورية المتخصصة في قطاع التعليم، كل هذا التوسع في مجالات بعيدة نسبياً عن مجال الشركات العقارية التقليدية، ما مكّن إعمار من المضي وبقوة في مسيرتها حتى عندما مر السوق العقاري بأسوأ مراحله، ولتصبح إعمار اسماً عالمياً مشهوراً قامت بتقليده في ما بعد وبدرجة أقل احترافية ونجاحاً، كل الشركات العقارية الضخمة التي أنشئت في المنطقة، ولهذا أتمنى أن يوثق السيد العبار سيرة حياته في كتاب يشرح كل الصعوبات التي واجهته، وكيف استطاع خلق شركة العقارات الضخمة الوحيدة في المنطقة التي مازالت تحقق أرباحاً كل عام. قال محمد العبار في لقاء صحافي معه في العام 2007: للأسف، الإنسان العربي تربى في بيئة مزروعة بنبات الخوف منذ ولادته وحتى وفاته، تعودنا على الخوف من الأب والأم والمدرس وناظر المدرسة والعسكري في الشارع والشيخ في المسجد، يالله كيف يفكر المواطن العربي وكيف يبدع وقد تربى على ثقافة النواهي والخوف والقهر؟ لقد حان الوقت للتحرر من كل ذلك، وتحقيق النهضة التي حلمنا بها أجيالاً. هل كان الخوف هو سبب فشل الآخرين ونجاح العبار؟ أترك الإجابة له. للتواصل مع الكاتب [email protected]