الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

السلطة الرابعة والإخفاقات الرياضية

حرصت قيادة الإمارات الرشيدة على دعمها المتواصل للرياضة، وفي المقدمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ودائماً كان التقدير ينتظر كل من يرفع علم الوطن خفاقاً في مختلف المحافل الرياضية الدولية، ما يشكل دافعاً قوياً من أجل تقديم الأفضل للرياضة الإماراتية في كل المنافسات الخارجية. ولكن الحصيلة الرقمية للميداليات المحققة في العام 2012 لا تمثل كل تفاصيل المشهد الرياضي في الدولة، ولا تعتبر المعيار النهائي أو الأوحد في تقييم الاتحادات الرياضية، ومازال المشهد يتكرر كل عام وكل موسم، ومازال الوسط الرياضي يعيش بعض الإخفاقات لمشاركة اتحاداتنا وأنديتنا، وبنتائج لم يتوقعها الوسط الرياضي، فالإخفاقات تتوالى وتهل على منتخباتنا في المسابقات الخارجية دون الطموح، ومكانها «محلّك سر» دون إضافة أي جديد، ورغم ذلك تتكرر السلبيات نفسها في كل مشاركة، ولا أحد يستفيد من الدروس السابقة. وفي تصوري أن هناك عوامل عدة قد تكون من أسباب النتائج السلبية لمنتخباتنا، سواء في البطولات الخليجية أو الآسيوية، وغيرها .. كما أن هناك جهات أخرى أيضاً لها الضلع الأكبر في أسباب هذه النتائج، وتتحمل الاتحادات والأندية الجزء الآخر من مسؤولية نتائجها، كما أن الإعلام الرياضي سلطتنا الرابعة له دور كبير في رسم صورة مغايرة للصورة الحقيقية لهذه المشاركات، وهذا يتطلب أهمية حيادية الإعلامي في نقلها .. والالتزام بالحياد بغض النظر عن موقعه، فهو كالشاهد، والشاهد كالقاضي الذي يجب أن يكون حيادياً دائماً، فمن أخلاقيات المهنة أن ينقل الإعلامي الحقائق كما هي، وإن كان يعمل في مؤسسة لها اتجاهات معينة فعليه أن يبتعد عنها حتى لا يسيء إلى نفسه، وهنا لابد من ضرورة أن يستشعر الجميع المسؤوليات الإعلامية والوطنية الملقاة على عاتقهم للإسهام بفاعلية لإنجاح هذه المشاركات، لما فيه خدمة غايات أكبر وأعظم للوطن. ولا شك في أن على الاتحادات عبئاً ببذل المزيد من الجهود والاستمرار في التميز والتفوق واتباع الإعداد والتخطيط السليم المبني على أسس وقواعد علمية من أجل تحقيق النتائج الإيجابية، سواء داخل الدولة أو خارجها، كما أن أمام المنتخبات الرياضية مجالاً واسعاً في تحصيل البطولات، وذلك بالعمل الجاد والنظر إلى المستقبل بعين التفاؤل والأمل والإيجابية والعزيمة في تحقيق الأهداف. نأمل مستقبلاً في أن يتمكن لاعبو المنتخبات من تصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها خلال البطولات السابقة، وأن يتمكنوا من الصعود إلى منصات التتويج في الاستحقاقات المقبلة، وذلك يتأتى بجهود اتحادات تلك المنتخبات. ونتمنى أن نرى عودة المنافسة في ثوب جديد عبر دعم واستراتيجية جديدة، وبمراجعة السلبيات والعوامل التي تقف في وجه المنتخبات والأندية، لأنها في النهاية تمثل الوطن والرياضة الإماراتية. وخاتمة القول .. نطمح لئلا تكون بعثاتنا الرياضية ضيوف شرف في البطولات الخارجية، لأن المشكلة لم تعد في حلم أصبح من المستحيل تحقيقه، أو حتى في حسابات وأرقام، ولكن المشكلة أن تتكرر أخطاء الأمس في مشاركات المنتخبات والأندية .. والسيناريو والمشهد يتكرران من بطولة إلى بطولة من دون حلول تذكر. للتواصل مع الكاتب [email protected]