الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

العمل الوظيفي والإخلاص

تعودنا دائماً أن نطرح في مجلس الفكر والحوار التابع لمجلس الأعلى لشؤون الأسرة ويشرف عليه المكتب الثقافي بالمجلس مواضيع مختلفة تهم كل فئات المجتمع. في الأسبوع المنصرم كان أمامنا موضوع «العمل الوظيفي»، كيف يتعامل الإنسان مع وظيفته وكيف يراعي ضميره ويخلص، وماذا ينتظر من مسؤولي عمله؟ سمعت آراءً كثيرة من الأخوات المشاركات، بدأنا الحديث عن العمل الشريف مهما كان صغيراً، فقدوتنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بدأ راعياً للغنم. العمل إبداع يتجدد عند الإنسان الذي يحب عمله وهو إنساني ووطني في المقام الأول وعلاقة المسؤول بالموظف تلعب دوراً كبيراً في الإنتاجية. اختزلت في ذاكرتي الكثير منها وبدأت أراجع في مخيلتي مواقف كثيرة مع المديرين الذين تعاملت معهم طيلة مشواري الوظيفي وحتى يومنا، وما سمعته من موظفين في مواقع عملهم. الكثير منا عندما يجلس على كرسي الإدارة يظن أنه امتلك الدنيا فيبدأ بفرض سلطته على الموظفين ولا تهمه نفسية الموظف بل كل ما يهمه أن ينجز له أوامره، وحتى لو أنجز عمله لا يسمح له بالخروج من الدائرة إلا بعد انتهاء وقت العمل ظناً منه أنه مدير جاد حازم يعمل لصالح المؤسسة، وأن هذا الكرسي خالد له، ولو فكر لحظة ورجع بذاكرته للخلف لوجد أن هذا الكرسي كان لغيره وهو ليس بدائم لأحد، بل لايختلف عن كرسي الحلاق حيث إنه مع مرور الزمن يجلس عليه شخص ويأتي الآخر ليأخذ الدور. وأكبر مشكلة إذا كان هذا المدير لا يشعر بالآخرين ولا يرفق بالموظفين وخصوصاً إذا كان الموظف امرأة وربة بيت لها أسرة جاءت لحاجتها للعمل، وأحياناً كثيرة تجبرها الظروف على التأخير أو الغياب. مثل هذا المدير لا يراعي وحتى لو كان هذا الموظف يؤدي عمله بإتقان ولم يسأل يوماً عن الترقية، سؤال يلح أوجه للمديرين: هل سألتم أنفسكم يوماً لو لم تكن حاجة المرأة للعمل لما تركت دفء الفراش وتخلت عن أمومتها لساعات طويلة وهي تصارع زحمة الطريق لكي تصل إلى عملها. المدير الذي يفكر في مصلحة العمل يجب أن يفكر أولاً في راحة موظفيه وكيف يكسبهم ويجعلهم أسرة واحدة هدفهم مصلحة العمل والإنتاج الجيد، لو غرس في نفس كل منهم المحبة والعمل كفريق واحد لما ظهر خلل، لو حاول أن يبتسم في وجوه موظفيه ويثني عليهم لنجحت إدارته، لو تنازل عن كبريائه واعتبر موظفيه بقية أسرته لتفانوا، فالموظف إنسان وهو كتلة من الأحاسيس والمشاعر. الموظف المتميز ينتظر التشجيع المعنوي والمادي من مديره. المعذرة، هنا لا أتناول كل المديرين أو المسؤولين ولكن البعض منهم، بل هناك نماذج منهم يجب الإشادة بهم لحسن معاملتهم لموظفيهم. [email protected]