السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الإخوان .. والعملية الانتحارية

ما تشهده الساحة المصرية ما بعد الثلاثين من يونيو من أحداث عنف جاءت لتكشف الغطاء عن زيف الإخوان المسلمين تجاه شعارات التظاهر السلمي ونبذ العنف التي يحاولون تسويقها عاماً كاملاً، وإنما هي شعارات وهمية سرعان ما تتحول إذا جرت الأمور على غير ما يريدون، وهي أيضاً بمثابة اعتراف ضمني من الإخوان المسلمين بأن أمن مصر واستقرارها وسلامة شعبها ليس من أولى أولويات الاهتمام لديهم بقدر كرسي السلطة. أما عند الحديث عن خارطة الطريق فنجد أنها تأتي لإعادة سير العملية الديمقراطية في الطريق الصحيح المنوط بحق الجميع في المشاركة بالعملية السياسية، إذ إنها لن تقصي أي تيار أو حزب في الساحة المصرية، ولذلك نجد أن بمقدور جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في العملية السياسية، ولهم الحق في خوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وبإمكانهم أيضاً العودة إلى المشهد بأقوى من ذي قبل وكأن شيئاً لم يحدث .. لكن تمسك الإخوان بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي نجد أنه لا يأتي ضمن التنديد بما سموه الانقلاب على الشرعية الدستورية، بل لأنهم على علم بأن شعبيتهم في الشارع المصري أخذت تتراجع، إذ لم يعد بإمكانهم العودة إلى السابق، وليس بإمكانهم الصعود في الانتخابات البرلمانية والرئاسية .. ليس من باب المنع أو التضييق عليهم، بل لأنه ليس لديهم برنامج محدد، وأن الشعب المصري قد كشف أوراقهم، ولن يكون بمقدورهم العمل على خداعه مرة ثانية، ولعل تصريحات خيرت الشاطر خير مثال على ذلك، إذ أكد أن عزل الرئيس محمد مرسي وإبعاد الإخوان عن المشهد الرئاسي خسارة لن يستطيع الإخوان العمل على تعويضها إلا بعد 50 عاماً بحسب رأيه. يجب على جماعة الإخوان المسلمين العلم بأن مصر ما بعد الثلاثين من يونيو دخلت مرحلة جديدة لا يمكن بل من المستحيل العودة بها إلى ما قبل ذلك، وأن ما تشهده الساحة المصرية من أحداث عنف ومواجهات من قبل الإخوان المسلمين والمؤيدين لهم والتي يعتقدون أنهم بها يسعون إلى ثني ذراع الجيش المصري للتراجع عن عزل الرئيس محمد مرسي إنما هو فكر خاطئ، لأن ما يفعلونه اليوم هو بمثابة عملية انتحارية، إذ إنهم بهذه المحاولات الفاشلة يعمدون إلى رمي المزيد من أوراقهم في الشارع المصري بدلاً من العمل على ترتيبها واستثمارها من خلال الاندماج في المجتمع .. أضف إلى ذلك أن محاولاتهم الفاشلة والتي تهدف إلى جر الجيش المصري إلى مواجهات حتى يتسنى لهم تصوير ما يحدث بأنه بمثابة انتفاضة شعب أمر يائس لن ينتج عنه سوى تكبيد الخسائر الواحدة تلو الأخرى لجماعة الإخوان المسلمين في وضع أشبه ما يكون بكتابة نهايتهم بأيديهم.