الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ما الذي يغيره رمضان؟

الكثير يصفون شهر رمضان المبارك بأنه شهر التغيير، وشهر التحولات، وهذا صحيح تماماً، فلا تمر علينا مناسبة، مثل هذا الشهر الفضيل نلمس فيها كل هذا التبدل، ففي هذه الأيام المباركة نشهد عدة ملاحظات إيجابية جديرة بالانتباه والرصد، وهي نتيجة لتغيير واسع في حياتنا اليومية تبدأ من طقوس الحياة الاعتيادية التي تبدلت بشكل تام وجذري، بل حتى تفاصيل هذه الحياة اليومية التي اعتدنا عليها تغيرت، والتغيير الذي يحدث في هذا الأيام الجميلة ليس في المواعيد والأوقات التي اعتدنا عليها طوال العام، بل هو شامل ويمس جميع تفاصيل حياتنا من الغذاء والطعام، إلى السلوك والتعامل وطريقة التعاطي مع الآخرين. وهذا هو المتوقع، أو هذا هو الشيء الطبيعي من شهر رمضان المبارك. كما أسلفت أن هناك إجماعاً على أن شهر رمضان شهر للتغير، فهو يأخذك في مساقات مختلفة عن جميع شهور السنة الماضية، وهذا يعطينا دلالة كبيرة وواضحة على أهمية الحركة والتبدل والتطور، وهي جميعها تندرج تحت مفردة واحدة وهي التغيير. ومشكلتنا مع هذه المفردة أن في عالمنا العربي من يركن للجمود ويعده سلامة، ولا يريد التطور لأنه تعدي على الأصالة، ويرفض التحديث ويعتبره تهديداً للموروث، حسب زعمهم، وهذه الفئة الرافضة لسنة كونية من سنن الله، موجودة وهي مع الأسف تساهم في تأخر عالمنا، لأن خطابها يتم بنائه على التخويف من أي محاولة للتغيير. يأتي رمضان، ليضرب لنا مثالاً ساطعاً وقوياً على أهمية التغيير، وهو يمس كافة تفاصيل حياتنا في قلب مواعيد وجباتنا الغذائية، وتغير طريقة تعبدنا وتواصلنا مع خالقنا، فضلاً على أننا في هذا الشهر نزيد من أعمال البرد والتعاطف مع الآخرين، وكأننا ندخل في هذا الشهر في دورة لتصفية القلب وتعلم كيفية التعاطف مع البؤساء والفقراء، يعلمنا رمضان معنى كبيراً، وهو ألا نركن للسائد لأننا سنصاب بالممل، وألا نتعود على طرق محددة في الحياة دون محاولة التطور والبحث عن الجديد والأكثر فائدة. قيمة هذه الأيام المباركة التي نعيشها اليوم أنها تغير روتين الشهور الماضية، فتختلف حتى أوقات أعمالنا وتبضعنا وحتى جلساتنا العائلية، ووجباتنا الغذائية، وهذا التبدل له دلالة عميقة وكبيرة، المهم أن نحاول ألا تنتهي أيام هذا الشهر المبارك إلا ونحن قد استفدنا منها الفائدة العظيمة، فائدة روحية وفائدة جسدية وفائدة اجتماعية، وأيضاً ثقافية .. فعلاً لنغير ما تعودنا عليه، ونجرب شيئاً جديداً. [email protected]