الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الروح الوطنية

هذا الوطن الجميل الذي احتفى واحتفل معه أبناؤه ومختلف الجنسيات كافة من كبيرهم إلى صغيرهم في يومه الوطني، إنه بمثابة الحضن الدافئ للاحتواء والحب، إنه الفرح حين يعم ويتغلغل أغصان أشجاره وأعضاء جسده. لذا كانت احتفالاتنا من أروع ما يمكن أن نصف، ففي كل شبر على أراضينا الطيبة تخضبت الأماكن بحناء الروح الوطنية الجميلة التي كانت كثيفة بالعطاء وبالانتماء أيضاً، كانت جذوة الحب مشتعلة مع أضواء الإمارات السبع والوفاء الفطري الصاخب يهتف بالنشيد الوطني في كل مكان. إن هذه الأرواح وهذا الشعب وهذه الأرض وهؤلاء المقيمين والأطفال والوفود المشاركة والأماكن الممتلئة بأفواج من البشر لم تكن مجرد احتفاليات مزركشة بالألوان والأعلام، لا إنها حكاية تختلف عن مثيلاتها من الحكايات الوطنية للعالم، إنها رواية وطن نحبه كثيراً بدهشة العشق لذرات ترابه الذي نمشي فوقه، فوطننا ليس ككل الأوطان الأخرى، ولله الحمد. إنه وطن غرس على أرضه بذرة حب مختلفة تثمر بالسقاية الصالحة النقية، لذا في كل مكان حيث وجهتنا إماراتنا الغالية كان هناك من يقف ليرقص ويغني ويعزف ويروي ويكتب، وهناك من يزهو بالرفعة والسمو ليهب له أغلى ما يملك ويحتفل بطريقته، وحوله من يبتهج وتعلوه تلك الفرحة التي قد لا يقاومها إلا بعمل يسعده ويسعد إماراتنا الحبيبة. أن نرفع راية الاتحاد عالية خفاقة فذلك يكفي لنشعر بالانتماء والولاء وبمصداقية مواطن وشعب وفي يسعى للفرح بدون تهور كما بعض الشباب الطائش. ولا شك أن هذا الأمر يزعجنا كونكم تعلمون مقدار حبكم له ويحز في خواطرنا أن تنحرف بعض الأفعال الشبابية إلى ما لا تحمد عقباه. فيا أيها الشباب إنكم قادرون على كبح جماحكم، وألا تكون بعض سلوكياتكم مصدر قلق وإزعاج للآخرين أو سبب فقدانكم أرواحكم. لتعلموا أيضاً أنكم أبناؤه وسواعده وجنوده وهو بحاجة إليكم وقت الشدة والرخاء، لذا كونوا أكثر حرصاً على التفاني وعلى خدمته، وأيضاً اعتدلوا في أفراحكم فأنتم من تسعدون أنفسكم به، وأنتم من حرص المرحوم والدكم زايد بن سلطان عليكم حين قال:«إن البلاد بحاجة إلى أبنائها لأن عليهم يعتمد الحاضر والمستقبل، وإن علينا أن نورثهم ما ورثناه من الآباء والأجداد من العادات الطيبة». [email protected]