الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«أنشودة العقل» .. علاج التوحد بالموسيقى

تتناول المخرجة الإماراتية الشابة أمل العرقوبي بفيلمها الوثائقي الطويل «أنشودة العقل» الذي يعرض في مهرجان دبي السينمائي في دورته العاشرة، قضية طفلين يعانيان مشكلة التوحد، وكيفية التعامل معهما، ومحاولة مساعدتهما على تجاوز أزمتهما من خلال العلاج بالموسيقى. وفي حوار مع «الرؤية» تحدثت العرقوبي حول الفيلم، وعن سيرتها الفنية، وكيفية تحول مسار حياتها المهنية من العلوم الصحية الحيوية إلى الإخراج. وتالياً نص الحوار: ÷ ما ثيمة فيلمك «أنشودة العقل»، وما هو سبب اختيارها؟ ـ فيلمي وثائقي طويل مدته 60 دقيقة يتحدث عن صبيين تجمعهما مشكلة التوحد هما خليفة ـ 6 سنوات، ومحمد 19 سنة. وخضع الاثنان لعلاج عن طريق الموسيقى لمدة ثلاثة شهور، ساعدت على تحسن سلوكهما. إذ تتركز مشكلة التوحد في عدم مقدرة المريض على التعبير عن نفسه. والموسيقى هنا عملت على بناء جسور من الثقة مع مدرسه الذي اجتهد لإيصاله لمرحلة الإحساس أولا بالأدوات الموسيقية والتفاعل معها ومن ثم التعبير عن إحساسه بها. ÷ هل جمعت بهذه الفكرة الهدفين العلمي والفني؟ ـ نعم، وودت توجيه الانتباه لهذه القضية في دولة الإمارات، والاهتمام بمعاناة هذه الفئة المعاقة، ومعرفة الإمكانات المتوفرة لهم من قبل الدولة والقطاع الخاص معاً وخصوصاً في مجال التعليم. ومن ناحية ثانية حاولت مناقشة الأمر اجتماعياً وطرح مسألة كيفية تقبل الفرد والمجتمع للمعاق بشكل عام. الفيلم الوثائقي يشير إلى الحقائق ويدل عليها، وأعتقد أنه أصبح الآن الوقت مناسباً تماماً لتقديم هذه المشكلة بحجمها الواقعي وعدم التهرب منها. ÷ درست العلوم الطبية فكيف توجهت نحو الفن والإخراج السينمائي؟ كما تعرفين أمنية الأهل عندنا في الشرق تتركز في دراسة الطب أو الهندسة، وهذا ما فعلته تنفيذاً لرغبتهم. لكني من ناحية أخرى كان لدي اهتمام بالسينما، وكنت منذ صغري أمثل في مسرحيات المدرسة وأهوى مشاهدة الأفلام السينمائية، ونادراً ما يمر أسبوع دون أن أرتاد السينما لمشاهدة فيلم أو اثنين على الأقل، أي أن السينما شكلت جزءاً أساسياً من حياتي. بعد ذلك وقفت مع نفسي وقفة تأمل طويلة وأصررت على إتمام ما أحب المضي فيه، وفي الحقيقة كانت وقفة تحد طويلة ربما ساعدتني فيها ظروف عدم التزامي بزواج أو بمسؤوليات مالية. ومن هنا بدأت حياتي من جديد، وأصبحت كل يوم أستيقظ صباحاً ولدي شعور بأني بالمكان الصحيح، منسجمة مع نفسي متوافقة مع ما أريد. واليوم لو تطلب الأمر مني الاستيقاظ عند الرابعة فجراً لغرض تصوير فيلم مثلاً فسوف أستيقظ وكلي نشاط. ÷ شكلك الأشقر يكشف عن جذور والدتك السورية ووالدك الإماراتي، كيف انعكست ثقافة دمج المجتمعين عليك؟ وهل أثر ذلك في فنك؟ ÷ بصراحة لم أنشأ لا في الإمارات ولا في سوريا، أمضيت معظم حياتي في الخارج وقدمت للإمارات منذ أربع سنوات فقط، ولذا لم أدرس بمدارسها وليس لي أصدقاء عرب أو إماراتيين. لكني أشعر من خلال عائلتي بأن هناك توازناً حقيقياً بين الثقافتين انعكس علي بالضرورة. ÷ ما أهم معوقات إنتاج صناعة الأفلام الإماراتية برأيك؟ ـ التمويل أولاً وأخيراً. ÷ هل لديك مشاريع أفلام أخرى؟ ـ عندي فيلم روائي قصير آخر، وبرنامج عن الشارقة يتحدث عن كنوزها وتراثها وقد يصلح للتلفزيون أو للبث على الإنترنت. وفي الوقت نفسه أحضر لأفلام روائية طويلة وأركز على فيلمين الأول فيه مغامرات وحركة «أكشن» والآخر كوميدي.