الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

واقع الإعلام الإماراتي

منتدى الإعلام الإماراتي الأول والذي انطلقت أعماله يوم أمس، برعاية وحضور كريم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وبتنظيم متميز ورائع من جانب نادي دبي للصحافة الذي وفق في اختيار شعار وعنوان المنتدى، الذي يواكب استراتيجية الدولة ٢٠٢١ الخاص بتوطين القطاعات الحيوية في الدولة ومنها الإعلام، الذي يعتبر واحداً من أكثر القطاعات أهمية واستهدافاً في الاستراتيجية الحكومية، نظراً لأثر الإعلام وتأثيره في المجتمع المحلي. منتدى الإعلام الإماراتي جاء ليضع اليد على الجرح فيما يتعلق بواقع الإعلام الإماراتي الذي لايزال بعيداً كل البعد عن مسرح الأحداث في بلد يتطور خطوات للإمام في كل دقيقة، بينما الوضع ليس كذلك حيث لايزال الإعلامي المواطن في مؤسساتنا الرياضية مهمشاً سواء من جانب المؤسسات الإعلامية، أو من جانب القائمين عليها وهذه حقيقة وواقع لا يمكن الهروب منه والأرقام تؤكد تلك الحقيقة التي تشير إلي أن عدد المواطنين العاملين في مؤسساتنا الإعلامية المحلية هي الأقل قياساً بالجنسيات الأخرى في مختلف قطاعات العمل الأخرى. سياسة حكومة الإمارات في موضوع التوطين في مجال الإعلام واضحة، وسبق وأن تحدث عنها سمو الشيخ عبداللـه بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس المجلس الوطني للإعلام، في أكثر من مناسبة سابقة، عندما أكد أن التوطين هدف ومسؤولية مشتركة تتحملها عدة جهات مجتمعة، وفي ذلك ما يكفي للتدليل على حرص واهتمام الدولة لذلك القطاع المهم من المجتمع، وإذا كانت الإحصائيات تشير إلي أن نسبة التوطين في المؤسسات الإعلامية المحلية لا تتجاوز ٢٥ في المئة وهل تلك النسبة حقيقية أو وهمية لأن الواقع يشير إلي نسبة أقل من ذلك بكثير. الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني، تمنى في كلمته التي ألقاها في افتتاح المنتدى أمس، من المؤسسات إعادة النظر بخصوص الاهتمام بضرورة المساهمة في وضع الخطة الاستراتيجية بشأن توطين الإعلام الإماراتي وتحويلها لواقع، وصيغة الأمنية التي تحدث بها معالي الوزير في المنتدى كانت رسالة راقية موجهة لكل من يعنيه الأمر، بضرورة التعاطي مع مسألة توطين الإعلام الإماراتي بكثير من الجدية والحرص لأن الموضوع يتعلق بهوية البلد التي لا يمكن أن يعكسها للفضاءات المفتوحة إلا أبناء البلد. كلمة أخيرة على صعيد الإعلام الرياضي قد تكون نسبة التوطين فيها مقبولة نوعاً ما في الإعلام المرئي والمسموع، بينما واقع الإعلام المكتوب في مؤسساتنا الإعلامية مرير بنسبة توطين تكاد لا تذكر.