الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بالعربي مبادرة إماراتية

متعددة تلك الفعاليات التي أتابعها لرصد مظاهر الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، ومنها افتتاح معرض للخط العربي للخطاط سعيد عبدالقادر، ولفتني اعتزازه بالهوية العربية وما قاله على هامش المعرض، وخلاصته أن«اللغة العربية أقدم من اليونانية والعبرية، تعلمت الأولى من العرب الأبجدية، وبقية الحروف لقرب الجوار». وتأكيده على أننا إذا تصفحنا العهد القديم «التوراة» فسنجد في سفر التكوين وسفر الخروج أن الصالحين من العرب علموا الخليل إبراهيم، عليه السلام، مثلاً صادقاً، ونقل العرب العلم والحضارة باللغة العربية إلى أوروبا أكثر من مرة عبر إسبانيا(الأندلس) وصقلية وكريت في وقت لم تكن لدى أوروبا معرفة بالعلم أو الحضارة، ونقل ابن رشد دائرة المعارف والعلوم اليونانية المترجمة من طب وهندسة وفلك، وحاضر القرآن الكريم وماضيه ومستقبله، ولغتنا العربية أسهمت في نشر كلام الله، واعترف أكثر المستشرقين، مثل نولدكة وجيفري وغيرهما بأنه كتب بمثل ما نزل من السماء بكلام عربي مبين، المسلمون نقلوا الثقافة والعلوم بعد ترجمتها إلى أوروبا، وكانت تعيش ما يسمى عصور الظلام، فتبدلت أوروبا، بسبب الترجمات العربية في الفلسفة اليونانية والعلوم، مثل الطب والهندسة والفلك، وخرجت إلى عصر النور. على مستوى إقليمي «بالعربي» مبادرة أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، للتأكيد على هوية اللغة العربية وقيمتها ومكانتها في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي إماراتية يقودها شباب حريصون على لغتهم الأم، ويتطلعون إلى أن تكون اللغة الأولى في العالم، يعمل على تفعيل المبادرة 20 ألف طالب من كليات التقنية العليا في دبي، لتشجيع الشباب العربي على نشر تغريداتهم باللغة العربية، وتفاعل معها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها «تويتر» الذي اختارت كلمة بالعربي لتكون عنواناً لوسم المبادرة التي أطلقت مطلع ديسمبر الجاري، لمحاولة تغيير الصورة النمطية عن اللغة العربية، وإثبات أنها لغة عالمية وحيوية وسعياً إلى تشجيع العرب على استخدام لغتهم الأم عبر وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي. رئيس تقنية المعلومات بمركز معلومات دبي لسباق الخيل، وهو مخرج صحافي في صحيفة العاديات قال تعليقاً على محاولات تفعيل وسم «بالعربي» مجحف بحق اللغة العربية أن نحتفل بها يوماً واحداً فقط، بل تستحق الاحتفال والإجلال كل ثانية. بالنسبة لي لدي قناعة بأن هذا الوعي والحماسة من الشباب العربي واعد بالكثير، بيننا من يؤلف ويحيي معارض الكتاب العربية، وبالذات في الخليج العربي، والتغريد والتواصل بالعربي يزدهر، وعلينا الالتفات إلى الترجمة من العربية إلى لغات العالم، فهي إحدى وسائل الوعي بالثقافة العربية ونقل جديدها، وتأكيد حضورها الفاعل ودورها في ازدهار الحضارات الإنسانية. [email protected]