الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

(المتشبرم) شرّاً

كالكلب إن جاع لم يمنعك بصبصة وإن ينل شبعاً ينبح من الأشر وكم ينطبق هذا البيت على كثير من أمثال «المتشبرم» شراً، وكم كان محقاً قائلها عندما وصف مثل هؤلاء وصفاً دقيقاً بليغاً صادقاً بأنهم كمثل الكلب الذي ينبح شراً، وهناك أنواع معينة من البشر قد تكون بدرجة أسوأ من هذه الدرجة، فتعض اليد التي أكرمتها، لأنها في اللؤم تتعدى حتى الأخلاق الحيوانية، لتصل إلى أرذل الكائنات وأحقرها. قديماً قال الشاعر إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا فاللؤم من أحقر الصفات التي اتصف بها البشر وأشباههم المنتشرون الناشرون لـ «القيح» الشعري الذي يثبت ماهية مجتمعهم الذي يعتمد على الارتزاق من هنا وهناك لعلهم يحظون بغرض من الدنيا زائل أو مكانة وهمية اجتماعية لدى أناس مرضى الذين بالظلم والبهتان وصلوا لدرجات متقدمة من العفن الأخلاقي والنفسي والسياسي. إن مثل هذا الكائن كمن قيل إنه يحمل أسفاراً، وبئس ما يحمل من بضاعة تدل على خلق ذميم، وبئس ما تحويه من قذارة جبل عليها قائلها ورتع فيها وأفرغها قيحاً عفناً، فالبضاعة تدل على قيمة صاحبها. قال تعالى في محكم آيات التنزيل «هذه بضاعتنا ردت إلينا» فهي بضاعة مردودة على من يحملها، لأنها تعكس بيئته ومرآة حقيقية، للتخلف الذي بلغته. ما ضر الإمارات أمثال «المتشبرم» فالإمارات قامة عالية وواحة غناء ودرس من دروس التاريخ الحديث وعلامة من علامات التطور في كل المجالات، وآية من آيات الاعتدال والانفتاح على الآخر واحترام الثقافات وإيواء المظلوم والأخذ على يد الظالم، وقيمة حقيقية لكل معاني السماحة الإسلامية والتواضع وحب الشعوب العربية والإسلامية ونصرة كل صاحب قضية. فالإمارات حصن حصين ودرع واقية لكل قيمة إيجابية وحقيقية وكل عربي أصيل لم يطعن جاره ولا سار مسيرة الظلم لأهله و«بني عمه» ولا خرق الاتفاقيات ولا جنَّد الأتباع للباطل، فالإمارات لن يضرها هذا «المتشبرم» فالقافلة تسير. لقد قال أحد الشعراء وصدق في قوله: لو كل كلب عوى ألقمته حجراً *** لأصبح الصخر مثقالاً بدينار [email protected]