السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

باب مشرع للغرباء

في الغرب يعطى الأطفال دورات ومحاضرات دراسية، للتوعية عن وعلى خطر الإنترنت، فالإنترنت تلك الشبكة الواسعة المتشعبة تشكل خطراً حقيقياً محدقاً بالكبار وأكثر منه على الأطفال، لذلك أولت المؤسسات الثقافية والأسرية الغربية اهتماماً بالغاً في التوعية من أخطاره، وخصت في التوعية النشء الذي ولد وعينيه على الشبكة العنكبوتية التي تعينه على الحياة والتحصيل العلمي. فالإنترنت أصبح كالأجندة الخاصة يحملها هذا الجيل حيثما شاء ووقتما شاء، فبرنامجه اليومي محمل على موقعه الإلكتروني، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي صوره وإنجازاته، حتى فروضه المدرسية وأوقات زيارته للطبيب وصور مناسباته، موزعة على الفيس بوك، تويتر، وإنستغرام، لذلك ارتأت بعض المؤسسات بأن التنبيه من خطر الإنترنت على الأطفال أصبح واجباً. لكن لغاية اليوم لم تول المؤسسات جهداً في جدولة محاضرات دورية، لتوعية النشء عن ماهية مخاطر الإنترنت وسهولة الاستغلال عبره من خلال الآخرين للخصوصيات وكسرها والسطو على الخصوصيات وإساءة استغلالها عن طريق نشرها أو ابتزاز الأطفال، لفعل أمور سيئة في سبيل عدم (الفضح) مثلاً أو الوشاية بهم عند والديهم. (لا تترك بابك مشرعاً للغرباء) هذا كان العنوان الرئيس لحملات التوعية في بريطانيا لتوعية الأطفال، أرجو أن تتبنى المؤسسات الثقافية والاجتماعية الأسرية لدينا ذات الطرح والفكرة في توعية الأطفال من مخاطر الإنترنت، كي يكونوا الرقيب على خصوصياتهم، فالشبكة العنكبوتية باتت بحراً متلاطماً، وفيها تزاحم معلوماتي كبير متنوع، ولا يحمي فقط إطاراً من الخصوصية كما يعتقد البعض عبر رقم سري أو كلمة سر واسم مستخدم، بل هو كما أسلفنا واستعارة من الغرب هو باب مشرع من دون أن ندري للغرباء، كي يتنصتوا ويسطوا على خصوصيات الآخرين بكبسة زر واحدة، وخصوصاً أن النشء، كما قلت قبل ذلك، يقف على الإنترنت وكأنه الإطار الخاص بالفرد، فيحمل عليه كل ما شاء وكل ما أراد، وكأنه أجندته الجلدية الخاصة التي تحتوي على كل ما يريد ويملك من معلومات. [email protected]