الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

زيادة في الأسعار وتنافس في الخدمات

لا صوت يعلو فوق صوت المونديال، ولا حديث يثير الاهتمام سوى انطلاق البطولة الأغلى (كأس العالم للمنتخبات في كرة القدم). ويترقب العالم بأسره الليلة حفل الافتتاح للبطولة التي تستضيفها البرازيل بمشاركة 32 منتخباً، تدافع عن ألوان بلدانها في مباريات شبيهة بالمعارك الحربية، وإن كان الميدان هنا ميدان تنافس شريف لا قاتل فيه ولا مقتول، ولكنه ميدان سيكون فيه متوشح باللقب الأغلى ومنتصرون، وكذلك مواهب تتفجر لتعكس لوحات الإبداع الكروي الخالص؛ فكرة القدم كانت وستظل اللعبة الشعبية الأولى، كما أنها كانت وستظل الأكثر اجتذاباً للجمهور على مستوى العالم بأسره. ولكأس العالم أو المونديال طقوس وقصص وحكايات في داخل كل بيت وبين جميع الشعوب ووسط الجاليات المغتربة، يختلف الناس في تشجيع المنتخبات والترشيحات ويتفقون على أن لكأس العالم رونقاً لا يضاهى، لأنه يجمع كل المدارس الكروية في العالم لتتسابق في شهر كامل بحثاً عن اللقب الأغلى، ومن بين الأسواق المكتظة بمتابعة مباريات المونديال ركزنا على سوق المقاهي الذي يتزين بمتابعة من نوع خاص لمباريات المونديال. موسم يدر الكثير من الأرباح يذكر مشرف عام مقهى تنورة في دبي يزن التهامي «إن كأس العالم تشكل الحدث الأبرز والسوق الرابحة للمقهى، نظراً للإقبال الكبير الذي يشهده من الشباب والأسر العربية وغير العربية التي تحرص على متابعة المباريات داخل المقاهي المختلفة»، مؤكداً أنهم في المقهى يواصلون الاستعدادات ليلاً ونهاراً من أجل تلبية جميع متطلبات الحضور، وينظرون للمونديال العالمي على أنه موسم يدر عليهم الكثير من الأرباح، لذلك يجب عليهم أن يكونوا في مستوى الحدث تنظيماً وتجهيزاً لكل المتطلبات. ويعترف التهامي بأنهم يرهقون كثيراً في هذا الشهر، إلا أنه إرهاق لذيذ لأن الأجواء مشبعة بالحضور الجماهيري والمناكفات التي تزيد من حلاوة ومتعة متابعة مباريات كأس العالم. وبخصوص توقيت بعض المباريات التي ستلعب في وقت متأخر من الليل، يقر مشرف عام مقهى تنورة بتأثيرها فعلاً في عملية البيع، لأن دوامات العمل الصباحية للمواطنين والوافدين تجعلهم يغادرون المقهى في الساعات الأولى من الصباح، إلا أن التأثير لا يكون كبيراً بالنسبة لهم. استعدادات توازي الحدث أكد مشرف مقهى البسيتين في رأس الخيمة أحمد فاروق أن استعداداتهم لكأس العالم لا تقل عن استعدادات المنتخبات المشاركة في المونديال. وأوضح فاروق «التحضير بالنسبة لهم للحدث العالمي الأبرز يجب أن يكون في مستوى الحدث نفسه، وخاصة أن المقاهي كلها تتسابق في تقديم أرقى وأفضل أنواع الخدمات حتى تجتذب الزبائن لحضور المباريات». وأضاف «نسبة البيع بالنسبة لنا ترتفع بصورة ملحوظة في هذا الموسم، ونركز بصورة أكبر لمعرفة ما يحتاجه الشباب وتجهيز كابينات خاصة للأسر والأفراد ممن لا يفضلون حضور المباريات وسط الضجيج». ونبه مشرف مقهى البسيتين إلى أنهم في المقهى لا يضعون قيوداً على الحضور، ولكنهم يفضلون دائماً عدم إزعاج الأسر التي تقطن في محيط المقهى، لافتاً إلى أن التشجيع والمناكفات والمشاغبات بين أنصار المنتخبات تزيد من متعة متابعة المباريات. زيادة في الأسعار أشارت نائبة المدير في مقهى الحبشة في عجمان بيزان زلاكي إلى أنهم أكملوا العدة لاستقبال الحدث الرياضي المهم الذي يجمع عشاق الرياضة كل أربع سنوات. وأوضحت زلاكي «نحرص على تهيئة الأجواء المناسبة وتقديم أفضل الخدمات للزبائن»، مشيرة إلى الزيادة في أسعار المشروبات لتحسين بيئة العمل وتحفيز العاملين في المقهى لتقديم أفضل الخدمات. ووصف محمود أحمد، أحد رواد المقهى، زيادة الرسوم أثناء المونديال بأنها مقبولة. دار الزين .. مقاهٍ لا تنام استبعد سلطان جمعة فرج مدير أحد مقاهي منطقة الهيلي السياحية أن تكون هنالك مغالاة في أسعار خدمات المقاهي أثناء فعاليات كأس العالم، مشدداً على أن الأسعار تختلف اختلافاً طفيفاً عما كان عليه الحال قبل الكأس العالمية. وأوضح فرج «لم نغال في الأسعار جذباً لأكبر عدد من الحضور، وهي معقولة جداً وراعت الاستفادة من عنصر الزيادة الكبيرة في أعداد المرتادين أكثر من زيادة أسعار الخدمات». وأضاف «بلغنا قمة الجاهزية لاستقبال الحدث الكبير، وأعددنا العدة لتوفير أجواء مثالية للمشاهدة والاستمتاع أثناء مباريات كأس العالم». وزاد فرج «فارق التوقيت بين الإمارات والبرازيل لا يؤثر سلباً بالنسبة إليهم لأن المقهى يعمل 24 ساعة في اليوم»، مؤكداً أنهم يسعون إلى كسب زبائن جدد بعد أحداث الكأس العالمية. من جانب آخر، عبر حميد الشامسي (أبوعبدالله) عن حماسه الكبير لقدوم الكأس العالمية، معتبراً إياها الحدث الرياضي الأهم على الإطلاق، الذي تنتظره الجماهير العاشقة لكرة القدم بشغف كبير. وأضاف «كأس العالم متعة كروية لا تعوض، نظل في انتظارها كل أربعة أعوام، وحتى أولئك الذين ليس لديهم اهتمام بكرة القدم، تجدهم يتابعونها خلال فترة كأس العالم، وتراهم في قمة الشغف والتفاعل مع المباريات، وأحبوا كرة القدم من كأس العالم». وحول فارق التوقيت وأثره المحتمل في مشاهدة مباريات كأس العالم، أردف الشامسي: «المؤكد أن هناك فارقاً في التوقيت، وبعض المباريات تجري في وقت متأخر، غير أن البعض الآخر توقيتها مناسب، كما أنني أتوقع أن تؤثر أحداث كأس العالم في مشاهدة ومتابعة الدراما التلفزيونية في شهر رمضان». وزاد: «شخصياً أفضل المشاهدة من المقهى، لوجود عناصر إثارة أكثر متمثلة في المناقشات بين الحاضرين في أجواء مشاهدة كرة قدم حقيقية»، مبيناً أن المشاهدة من المنزل خالية من كل ذلك لعوامل عدة أهمها الأطفال، فلا تتحكم في بعض الأشياء، مما يحد من متعة المشاهدة. ودافع الشامسي عن أصحاب المقاهي فيما يخص أسعار خدماتها أثناء المونديال وشهر رمضان: «لا أشعر بأن هنالك مبالغة أو مغالاة من قبل أصحاب المقاهي، فهم يخسرون أيضاً من كهرباء ومعدات وإهلاك وغيرها، ولكن أسعار الخدمات مناسبة جداً، والعمل في المقاهي يحتاج للكثير من المجهود، فهم يشعرونك كأنك في الاستاد».