الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مارشال عربي للتنمية والإنسان

لماذا نقول عنه «مارشال» ثم نحاول استدعاء النموذج وتعريبه ولدينا تجربة التعاون الخليجي، على الأقل ما زالت صامدة وتستحق البناء عليها، بالعودة لجذور الفكرة لا بد من تلخيص ما يتم تداوله حول ما جعلها كمبادرة تحولت إلى ما نراه اليوم وهو «الاتحاد الأوروبي» وحلف الناتو أيضاً، وتم تناولها مؤخراً على نطاق بسيط للاسترشاد بها ونحن في نشوة تنصيب الرئيس المصري ولحظة الوجود العربي وسط عطش لرؤية ما يسرنا بين ركام الدول والمدن العربية التي لا عودة لها بدون وحدة عربية من أي نوع نبني عليها للمرحلة المقبلة. يحسب للعميد جورج كاتليت مارشال رئيس أركان الجيش الأمريكي الـ 15، ووزير الخارجية الـ 50، ووزير الدفاع الثالث مبادرته بفكرة لتنفيذ برنامج وحمل اسمه لاحقاً .. يهدف لإعادة اقتصادات أوروبا وإعمارها بعد أن دمرتها قوات هتلر الألمانية مع انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1953 .. ولتصمد أمام شيوعية الاتحاد السوفييتي، وبعد خضوع شرق أوروبا للحكم الشيوعي، ولصد هذا التوغل في أوروبا الغربية قدم مشروع مارشال الأموال اللازمة لتمويل أوروبا، وذلك بخطة خمسية ونواة لتمويل بنية تحتية بـ 12 مليار دولار سنوياً، نجح المشروع في إعادة الإعمار بموافقة الكونغرس على إنشاء إدارة التعاون الاقتصادي لتشرف على المساعدات المطلوبة لهذه الدول، بدأت العملية بدعم الأساسيات بإرسال مساعدات غذائية وآلات ومعدات وأدوية إلى أوروبا والمضي في الدفع بإرادة جماعية في تلك الدول لإحداث التغيير، وبعد عقود من البناء اليوم «الاتحاد الأوربي» وثقله ومكانته أمامنا. تنصيب الرئيس السيسي والاحتواء الخليجي لمصر وما يرتقب من مؤتمر «أصدقاء وحلفاء مصر» إلى جانب التعويل على الجيش المصري في المساهمة، ملامح مرحلة تتشكل استدعت تجربة «مارشال» وكانت وما زالت عبقرية، وما هو أكثر عبقرية منها تلك الأمم التي ضربتها الحرب بلا هوادة، فعادت بقوة مثل اليابان والدول الأفقر في الاتحاد الأوربي كنموذج يعنينا استلهامه وإنجاحه في عالمنا العربي. عندما قدمت الإمارات والسعودية والكويت وعوداً، نفذت جانباً منها ويجري العمل على المزيد وفقاً لمصدر مصري مسؤول صرح في مارس الماضي بأنه: تم عرض مشروعات كبرى على الدول الخليجية الثلاث بكامل الدراسات والبحوث الاقتصادية، وبتقديرات حجم الاستثمارات بنحو 160 مليار دولار «محور قناة السويس، ومشروع ممر التنمية ومشروع منخفض القطارة»، الدول الخليجية الثلاث قررت تمويل الحكومة المصرية خلال المرحلة المقبلة والدعم على أربع دفعات خلال أربع سنوات، مع ربط المشروعات في مصر بمشروعات أخرى، مثلاً في الإمارات الربط بين مشروع جبل علي ومشروع محور قناة السويس. ولأن طموح العرب أن يشمل المارشال العربي التنمية والإنسان، فالأبصار تحدق في المشهد الأكبر الواقع ضمن حيز قدرات الدول الراغبة في النهضة العربية لتشمل ما هو أبعد من مصر. [email protected]