الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

غياب الحوار والخلافات المالية وراء 55 % من حالات الطلاق

تهتم المستشارة الأسرية في جائزة «الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات» أحلام النجار برصد المشاكل التي تهدد كيان العائلة وتعصف باستقرارها، حتى تضع لها حلولاً كفيلة بالتقليص من تأثيراتها السلبية، ما يعكس إيمانها بقيمة التماسك المجتمعي. أوضحت في حوارها مع «الرؤية» أن نسب الطلاق في الآونة الأخيرة وصلت إلى 55 في المئة، محددة أسبابها الرئيسة في الفراغ الأسري وغياب الحوار، إلى جانب الخلافات المالية بين الزوجين، وعدم تفهم أحد الطرفين طبيعة الآخر. وحصرت باقي العوامل المؤدية إلى زيادة حالات الطلاق في تدخل الأهل السلبي والخيانة المباشرة. وتتمثل وسائل الوقاية من الطلاق في إلزام المقبلين على الزواج بالمشاركة في برامج تكوينية ودورات تدريبية تؤهلهم نفسياً وسلوكياً للحياة الأسرية، وتعدهم لتحمل المسؤولية، وتعرفهم بالحقوق والواجبات الزوجية، وفق ما أفصحت عنه النجار. وتطرقت إلى طموح المؤسسة لتكثيف مراكز الإصلاح الأسري، حتى يتطور الدور التوجيهي والإرشادي وتستفيد منه العائلات في تخفيف وطأة النزاعات. وأردفت أن معدل العنوسة وصل إلى 30 في المئة، وأضحت خطورتها على المجتمع بالغة إذ تحرم المرأة الأمومة، مؤكدة أنها تتسبب في الإصابة بأمراض نفسية كالعزلة والوسواس القهري والخوف. وترتبط وسائل التقليص من العنوسة بدور أولياء الأمور في تسهيل القران وعدم طلب مهور عالية، وتجنب الإغراق في الشروط التعجيزية، عملاً بالحديث الشريف «إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه»، بحسب ما أشارت إليه النجار. ودعت الأزواج إلى منح الأولوية للكلمة الطيبة قبل السيئة، والتحلي بالصبر والحلم والابتعاد عن منطق القوة في التعامل مع شريك الحياة، خصوصاً إذا ما تضمنت الأسرة أبناء يحتاجون إلى تضافر جهودها لرعايتهم. وتالياً نص الحوار: ÷ ما أسباب ارتفاع نسب الطلاق؟ وكيف تعالجون تفاقمها؟ ـ ارتفعت نسب الطلاق في الآونة الأخيرة حتى وصلت إلى 55 في المئة، وتعد نسبة 30 في المئة منها ظاهرة للعيان، إذ تُجرى عبر المحاكم. وتعود أهم أسباب الزيادة في حالات الطلاق إلى الفراغ الأسري وغياب الزوج وتغييب الحوار، إلى جانب الخلافات المالية بين الزوجين، وعدم تفهم أحد الطرفين طبيعة الآخر. ومن عوامل الطلاق أيضاً تدخل الأهل السلبي، والتمسك بالأمور الدنيوية السطحية، وضعف الواعز الديني، دون التغافل عن الخيانة والممارسات السلبية. وتتمثل وسائل الوقاية من الطلاق في إلزام المقبلين على الزواج بالمشاركة في برامج تكوينية ودورات تدريبية تؤهلهم نفسياً وسلوكياً للحياة الأسرية وتحمل المسؤولية، وتعرفهم بالحقوق والواجبات الزوجية. ونقترح أيضاً إدراج مناهج في المرحلة الثانوية والجامعية بهدف تهيئة الطلاب للزواج، فضلاً عن بث برامج إذاعية وتلفزيونية تساعد المتزوجين على حل مشاكلهم. ونطمح إلى تكثيف مراكز الإصلاح الأسري، حتى يتطور الدور التوجيهي والإرشادي وتستفيد منه العائلات. ÷ فيم تتمثل العوامل التي أدت إلى تزايد حالات العنوسة؟ ـ وصل معدل العنوسة إلى 30 في المئة، وأضحت خطورتها على المجتمع كبيرة إذ تحرم المرأة الأمومة، وتتسبب في الإصابة بأمراض نفسية كالعزلة والوسواس القهري والخوف. ومن أهم العوامل المباشرة لانتشار العنوسة طلبات الأهل بأن تكمل البنت دراستها، وسهولة الارتباط بالمرأة الأجنبية بالنظر إلى قلة تكاليف الزواج وسهولة الطلاق أيضاً. ويتسبب في تأخر سن الزواج والعنوسة كذلك ارتفاع المهور وصعوبة الأوضاع المادية، وتغير نمط الحياة. وترتبط وسائل التقليص منها بدور أولياء الأمور في تسهيل القران وعدم طلب مهور عالية، والإغراق في الشروط التعجيزية، عملاً بالحديث الشريف «إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه». ويجب استغلال ما توفره الدولة من معونات ومساعدات مادية ومعنوية للمُقبلين على الزواج، تعزيزاً للاستقرار الأسري والتماسك الاجتماعي. ÷ ما النصائح التي تسدونها للأزواج تفادياً للخلافات والانفصال؟ ـ أنصح الأزواج بعدم النوم المنفصل، فهذه الممارسات تضعف الود والعاطفة، وتنمي درجة العنف في ردة الفعل. ولابد أن يضطلع أهل الزوجين بدورهم في التخفيف من حدة الخلافات، وطرح الحلول الكفيلة بمعالجتها عبر انتهاج الحوار البنّاء والمتحضر، ونبذ التعنت والعناد. ويجب على المخطئ أن يقدم اعتذاره إلى الطرف الآخر، إذ يسود اعتقاد بأن طلب الصفح ضعف وهوان وانتقاص من قوة الشخصية، ما يُعتبر أمراً مغلوطاً ومُجانباً للصواب، وتهديداً لكيان الأسرة. وأؤكد أن الاعتذار والاعتراف بالذنب يقود نحو الصلح ويرسخ الجوانب الإيجابية ويقضي على النقائص والسلبيات. وأدعو الأزواج إلى منح الأولوية للكلمة الطيبة قبل السيئة، والتحلي بالصبر والحلم والابتعاد عن منطق القوة في التعامل مع شريك الحياة، خصوصاً إذا ما تضمنت الأسرة أبناء يحتاجون إلى تضافر جهودها لرعايتهم. ÷ كيف يمكن للأهل أن يسهموا في حل مشاكل الأزواج؟ ـ بدايةً لابد أن يؤدي أولياء الأمور دورهم في إعداد أبنائهم لمرحلة الزواج عبر إسداء النصائح لهم، وغرس القيم والمبادئ في نفوسهم. ويجب أن يقدم الأولياء نموذجاً في التعامل والتعايش يقتدي به الأبناء حاضراً ومستقبلاً. ومن غير المجدي أن يتدخل الأهل لحل مشاكل الأزواج إذا استند منطلق التدخل إلى نصرة أحد الطرفين، إذ من الأجدر أن يتعالوا عن منطق المنتصر والمهزوم ويبحثوا عن سبب الخلاف دون تحيز. ومن الضروري أن يشجع الأهل على التمسك بالحوار الهادئ والابتعاد عن الانفعال وأن يستهدفوا ضمان استقرار العائلة. ÷ ما صفات وميزات الزوج الناجح؟ ـ الزوج المثالي هو الذي يتقي الله في زوجته ويعاملها برفق وتحضر، ويلتزم بواجباته الأسرية كاملة، على مستوى الإنفاق وتلبية الاحتياجات. ومن سمات الزوج المثالي أيضاً أنه لا يجنح إلى العنف ولا ينفعل بسهولة، ويكون ميالاً للكلمة الطيبة، وإذا وقع إشكال ما يلجأ مباشرة إلى الحوار الرصين. وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم صفات الزوجة المثالية وأخلاقها في أربع سمات: فإذا نظر إليها زوجها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله، وإذا أقسم عليها أبرته.