السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

التجميد الوظيفي أبرز عراقيل اختصاصيي التغذية و90 % توطين المهنة

تسعى رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد إلى تحسين الخدمات الطبية خدمةً للمراجعين، مُسهمة في استحداث عيادات متخصصة في التغذية، ارتقاءً بالمرافق الصحية. وأوضحت في حوارها مع «الرؤية» أن أخصائي التغذية يُعاني عموماً من التجميد الوظيفي، وافتقاده نظام العلاوات والترقيات، ذاكرة أنه يظل في الرتبة والمنزلة ذاتها طوال مسيرته المهنية. ويواجه أخصائيو التغذية تحدياً مهماً، يتمثل في الصورة الذهنية المترسخة والسائدة لدى الكثير من أفراد المجتمع، إذ يعتبرون أخصائي التغذية عاملاً في مطبخ، ما يُهمش مكانته ويُقلل من قيمته، وفق ما أفصحت عنه راشد. ولم تكن في السابق، وتحديداً قبل أعوام، المستشفيات تتضمن عيادات تغذية متخصصة لمرضى الكلى والقلب والسكري، وفي الوقت الراهن ارتفع الوعي لدى المشرفين والمسؤولين عن العمل الإداري بأهمية استحداث أقسام وعيادات متخصصة في التغذية، وهو ما تشهده مستشفى القاسمي. وحددت راشد نسبة التوطين في قسم التغذية وهي 100 في المئة، إذ توظف إدارة المستشفى كل الخريجين الجدد من المواطنين، والمؤهلين في ثلاث جامعات في الدولة. وأما على صعيد الدولة فنسبة التوطين مرتفعة على هذا الصعيد، وتصل إلى 90 في المئة. وأفادت راشد أن القسم يعتزم تطوير قسم التغذية، عبر تزويده بالمزيد من الأجهزة العلمية المتخصصة لرفع كفاءته، مشيرة إلى أن أهمها يتمثل في جهاز يحسب السعرات الحرارية للمرضى، ضمن قسم العناية المركزة ويُعرف بـ «دايركت كيلوميتر». ويُقدم المستشفى حالياً 350 وجبة «صحن» طعام للمرضى على امتداد ثلاث فترات، وسيرتفع عدد الوجبات المقدمة في شهر رمضان المبارك إلى خمس وجبات، تقدم بعد صلاة المغرب وشعائر الإفطار، مع مراعاة المرضى غير الصائمين من الجنسيات والديانات الأخرى، بحسب ما أكدته راشد. وتالياً نص الحوار: ÷ هل يواجه أخصائيو التغذية في الدولة تحديات تعرقل سير عملهم؟ - نعم، يواجه أخصائيو التغذية تحدياً مهماً، يتمثل في الصورة الذهنية المترسخة والسائدة لدى الكثير من أفراد المجتمع، إذ يعتبرون أخصائي التغذية عاملاً في مطبخ، ما يُهمش مكانته ويُقلل من قيمته. ÷ كيف تُصححون هذه الصورة المغلوطة؟ - بمساعدة عدد من الزملاء نتعاضد لتصحيح الصورة السائدة والنمطية، عبر تنظيم المحاضرات التثقيفية والندوات على مستوى الدولة، للتعريف بأهمية النظام الصحي الغذائي في حياة الأفراد، ودور أخصائي التغذية. ولم تكن في السابق، وتحديداً قبل أعوام، المستشفيات تتضمن عيادات تغذية متخصصة لمرضى الكلى والقلب والسكري، وفي الوقت الراهن ارتفع الوعي لدى المُشرفين والمسؤولين عن العمل الإداري بأهمية استحداث أقسام وعيادات متخصصة في التغذية، وهو ما يشهده مستشفى القاسمي، إذ طالبت شخصياً بإنشاء هذه العيادات ونجحت المبادرة. ÷ هل تلحظون إقبالاً على مهنة أخصائي التغذية من قبل طلاب وطالبات المدارس؟ - لا يفضل الطلبة بشكل عام دخول هذه المهنة لصعوبة دراستها التي تشمل مساقات تعتمد على الكيمياء الحيوية وفيزياء الجسد، ويرفضون الانخراط في هذه المهنة أيضاً بسبب الصورة الذهنية السائدة عنها، فضلاً عن معاناة أخصائي التغذية عموماً من التجميد الوظيفي، وافتقاده نظام العلاوات والترقيات، إذ يظل أخصائي التغذية طوال مسيرته المهنية في الرتبة ذاتها. وأحرص من موقعي الإداري على نشر التوعية عبر الملصقات، بين طلبة المدارس، لترغيبهم في دراسة هذا التخصص ومزاولة الوظيفة. ÷ كيف يعاني أخصائي التغذية من التجميد الوظيفي؟ - يسعى الموظف بفطرته الطبيعية إلى الارتقاء وإدراك أعلى المراتب الوظيفية، وذلك ما يحدث مع التخصصات الأخرى، ولكن هل سمعنا يوماً عن فني أشعة أو أخصائي تغذية دلف إلى منصب إداري رفيع؟ بالطبع لا. ÷ وما سبب هذا الإشكال؟ - يكمن الإشكال في عدم اعتماد معيار الخبرة في وظيفة أخصائي التغذية، بمعنى أنه مهما امتلك الموظف من أعوام خبرة متراكمة، فإن ذلك لا يمثل عاملاً أو أساساً لترقيته وظيفياً. ÷ كيف يمكن لأخصائي التغذية أن يطور أداءه ويحافظ على مستوى عالٍ في مسيرته الوظيفية؟ - لا بد أن يلتزم الأخصائي بالتعليم المستمر والمشاركة في البرامج التكوينية والدورات التدريبية، فعلم التغذية يحتاج إلى متابعة ورفد متواصل بالثقافة والمعرفة العلمية المتخصصة. وأكدت جميع الأبحاث العلمية القديمة أن المعدل الطبيعي للإنسان من ملح الصوديوم يُقدر بـ 2.3، ولكن الدراسات البحثية العلمية الجديدة حددت معدل ملح الصوديوم في 2.2.5، إذن المجال في سباق محتدم طوال الوقت مع التطورات والمتغيرات. ويؤدي عدم متابعة أخصائي التغذية المستجدات إلى تخلفه عن الركب. وأنوه بأن هناك مشكلة في الدورات التدريبية المتخصصة والتعليم المستمر في مجال التغذية، إذ يروج للدورة بعنوان كبير ومهم ونفاجأ عند الانخراط فيها أن قيمتها المعرفية ضعيفة جداً، إلى جانب ارتفاع ثمن المراجع المتخصصة في مجال التغذية، فسعر المجلة العلمية المتخصصة يصل إلى أكثر من 200 درهم. ÷ كم يبلغ عدد المحاضرات التي ينظمها القسم سنوياً؟ - ينظم القسم الندوات والمحاضرات التثقيفية داخل المستشفى أو خارجه بالتنسيق مع المؤسسات التعليمية، ويعقد القسم بشكل عام خمس محاضرات، فضلاً عن شراكات التعاون التي تُفعّل مع المرافق الصحية على صعيد الإمارات السبع، ونظمنا أخيراً محاضرات بالتنسيق مع مستشفى الفجيرة. ÷ فيمَ تكمن أهمية أخصائي التغذية في المجتمع؟ - كلما زاد عدد أخصائي التغذية ارتفع الوعي لدى الناس من ناحية الصحة الغذائية، ما يسهم في تقليل الهدر المادي والمبالغ المالية التي تصرف على تكاليف العلاج الباهظة، لاسيما أن سوء التغذية أو السمنة تنجم عنهما مضاعفات وإصابات مرضية كالسكري والكلى، وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض. ÷ كيف تقيمين نسبة التوطين في هذه المهنة؟ - تبلغ نسبة التوطين في قسم التغذية 100 في المئة، إذ توظف إدارة المستشفى كل الطلبة المواطنين الخريجين الجدد من ثلاث جامعات في الدولة، تُخرج أخصائي التغذية. وينقسم تخصص التغذية في المستشفى إلى «علاجي» و«خدمات غذائية»، أما على صعيد الدولة فنسبة التوطين مرتفعة على هذا الصعيد وتصل إلى 90 في المئة. ÷ ما آخر التجهيزات التي زود بها قسم التغذية في المستشفى؟ - نعتزم تطوير قسم التغذية عبر تزويده بالمزيد من الأجهزة العلمية المتخصصة لرفع كفاءته، وأهمها جهاز يحسب السعرات الحرارية للمرضى في قسم العناية المركزة يُعرف بـ «دايركت كيلوميتر»، فضلاً عن تعميم نظام «وريد» الإلكتروني في القسم بالتعاون مع الجهات المعنية في قسم التغذية بوزارة الصحة وقسم الحاسوب في المستشفى. ويُقدم المستشفى حالياً 350 وجبة «صحن» طعام للمرضى على امتداد ثلاث فترات، وسيرتفع عدد الوجبات المقدمة في شهر رمضان المبارك إلى خمس وجبات، تقدم بعد صلاة المغرب وشعائر الإفطار، مع مراعاة المرضى غير الصائمين الذين ينتمون إلى جنسيات وأديان آخرى. ÷ فيمَ تتمثل مهام أخصائي التغذية تحديداً؟ - تتلخص مهامه في عمليات حسابية معقدة جداً، تتطلب منه الجهد والتركيز في إضافة وتعديل أرقام وإدراج أرقام أخرى في الوجبات البروتينية والكربوهيدرات وغيرها. ويمكن أن يتسبب أقل خطأ في حساب سعرات الوجبات الغذائية في تفاقم حالة المريض، ونحدد من هذا المنطلق مقادير وكميات الوجبات الغذائية التي تتوافق مع حالة المرضى في المستشفى. وأشرف على أكثر من 350 وجبة لكل فترة «إفطار وغداء وعشاء» تقدم للمرضى، وفي الواقع تواجه أقسام التغذية تحدياً أساسياً من ناحية عدد الكوادر. ÷ هل يواجه قسم التغذية في مستشفى القاسمي نقصاً على مستوى الكادر؟ - نعم يشكو القسم نقصاً كبيراً في الكادر، بمعنى أن مستشفى القاسمي عليه أن يعين أخصائي تغذية لكل 30 سريراً أي «مريض»، بهدف تقديم الخدمات العلاجية والغذائية، ولابد أن ينفذ قسم التغذية المهام المطلوبة منه كحساب وجبات الغذاء وتنظيم قائمات الطعام. ÷ ما أبرز المبادرات المجتمعية لعيادات التغذية المتخصصة؟ - شركاتنا مع الجهات الخيرية والإنسانية مفعلة، ويعتزم قسم التغذية إصدار كتيبات وملصقات توعوية بناءً على التعاون المشترك مع جمعية أصدقاء مرضى الكلى في الشارقة لرفع مستوى التثقيف الغذائي، وسنُوزع الكتيبات والملصقات في المرافق العامة والمستشفيات والمراكز الصحية. ÷ كيف تُقيمين الملصقات التثقيفية التي توزعها بعض الجهات الصحية؟ - هناك فرق بين التغذية العلاجية والوقائية، فما يُنشر مجرد تثقيف توعوي صحي عام وشامل غير متخصص، ولكن هناك قائمات للأنظمة الغذائية الصحيحة تحتوي مقدار الأطعمة بالغرام، وكمية الدهون والبروتينات والفيتامينات وغيرها وذلك ما نركز عليه. وتحرص بعض الجهات على نشر قائمات وأنظمة تغذية عالية في البروتين أو الكربوهيدرات أو الدهون، بالتركيز على عنصر محدد، ما يُعد خطأ فادحاً يقترف في حق المريض. سيرة ومسار تخرجت لطيفة راشد في جامعة الإمارات، ونالت شهادة البكالوريوس، لتُزاول مباشرة نشاط عملها في مجال التغذية ضمن مستشفى القاسمي عام 1993. وتدرجت في قسم التغذية إلى أن تولت إدارته. أشرفت لطيفة راشد بنفسها على تأسيس عيادات متخصصة في مستشفى القاسمي لمرضى القلب والكلى وغيرهما. وتعكف على تغيير الصورة النمطية السائدة في المجتمع عن أخصائي التغذية وتوعية الطلبة بقيمة المهنة. نبذة يُعد مستشفى القاسمي أحد أهم المستشفيات الحكومية في الدولة والتابعة لوزارة الصحة، وينضوي تحت مظلته عدد من الأقسام المتخصصة في القلب والتغذية وغيرها من التخصصات. ويقف قسم التغذية في المستشفى على وضع الخطط الغذائية السليمة للمرضى، معتمداً مجموعة من الأخصائيين تشرف على وظائفهم رئيسة القسم لطيفة راشد. وينفذ القسم عدداً من البرامج التدريبية المتخصصة في التوعية والتثقيف، كتوزيع الملصقات على الحضور المنتظرين دورهم في المستشفى.