السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الحاجة لفهم الحياة

جملة من الأساليب الحياتية نحن في حاجة ماسة لتعلمها وأن تكون جزءاً من شخصيتنا ومن تكويننا وتربيتنا. على سبيل المثال لا الحصر، احترام الممتلكات العامة والمحافظة عليها وكأنها جزء من ثروتنا ومما نملكه، لأن الذي نلاحظه، مع الأسف الشديد، أن الأمر تجاوز لدى البعض مفردة الإهمال ووصل إلى درجة التحطيم والتكسير. مثال آخر، المحافظة على الذوق العام وعدم ممارسة أفعال خادشة أمام أنظار الناس تحت أي ذريعة، لأن الذي يحدث يومياً في الطرقات وفي الأسواق بعض الممارسات الخارجة عن الذوق العام خارجة عن الآداب واحترام حقوق الآخرين. أسوق مثالاً ثالثاً، وهو أهمية تنمية الثقافة والمعرفة بكيفية الحوار متى يبدأ؟ ومتى ينتهي؟ متى نتحدث؟ ومتى نصمت؟ كيف نتجنب الانفعال والغضب؟ وكيف نرد بهدوء وببساطة متناهية؟ لأن الذي يحدث في كثير من الأحيان عندما يطرح شخص ما فكرة يسارع من حوله لإبداء معارضتهم، ليس هذا وحسب إنما يمتد للتقليل والتحقير، فيتحول ما يفترض أنه نقاش إلى موضوع شخصي نشب واشتعل، بسبب أن كلا الطرفين خرج عن سياق الموضوع وبدأ في التناول الشخصي للطرف الآخر، حيث تستخدم عبارات استفزازية ورفع الصوت. هذا النوع من الحديث نشهده غالباً في مجتمعاتنا، وهو ما يسمى بالجدال، وعندما يحدث، فإن الهدف منه لا يكون أن تعم الفائدة وتظهر الحقيقة، بل إسكات الطرف الآخر وجعل جلسة الحديث كما لو كانت معركة يجب أن يكون فيها منتصر، لذلك يكون هناك أحقاد وقلوب تحمل الضغائن، مع الأسف، يعتمد المجادل على أساليب استفزازية تعطل من تدفق الحقائق والمعلومات لدى الطرف الآخر حتى لا يقول شيئاً لا يستطيع الرد عليه، فيبدأ بفرض رأيه واستفزازه ورفض كل كلمة تقال له والاستخفاف بعقلية من يتحدث معه، وعندما يتم الرد عليه ترى ملامح الغضب وقد ظهرت عليه، فتنتفخ عروقه ويحمر وجهه. إن هذا يعبر عن الوعي الناقص لدى هذا الشخص عن أسس الحوار وكيف أنه حمل الموضوع أكثر مما يتحمل، وجعل الحوار معركة فيها خاسر ورابح! يقول الروائي والمؤلف المسرحي أوسكار وايلد: «إن الجدال من الممكن تجنبه، فدائماً ما يكون سوقياً وغالباً لا يكون مقنعاً» .. بصفة عامة نحن بحاجة حقيقية لتعلم أسس كثيرة في الحياة من كيفية التخلص من العصبية والغضب، مروراً بطرق التعامل مع الآخرين وتعظيم حقوق من يشاركنا حب هذا الوطن، وفي ظني أنه تالياً يأتي القانون بصرامته وقوته ليضع الأمور في نصابها. [email protected]