السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

راقصو التانغو يتأهبون لضبط الإيقاعات السويسرية

تحلم سويسرا أن تكون مواجهتها مع العملاق الأرجنتيني في الدور الثاني لمونديال البرازيل اليوم في ساو باولو أكثر من مجرد مكافأة على تأهلها وفرصة لمقارعة نجم «السيلستي» ليونيل ميسي. وتبدو الأرجنتين حاملة لقب 1978 و1986 على الورق، مرشحة خارقة لتخطي سويسرا نظراً لامتلاكها ترسانة هجومية يتقدمها ميسي هداف برشلونة الإسباني وأفضل لاعب في العالم بين 2009 و2012. في المقابل، بدأت سويسرا رحلتها بتحقيق فوز بشق النفس على الإكوادور، قبل أن تصفعها فرنسا بخماسية كادت تودي بها خارج المونديال، ليشد لاعبو الألماني الخبير أوتمار هيتسفلد أوتارهم الكروية بعد ذلك ويبلغوا دور الـ 16 للمرة الثالثة في آخر أربع مشاركات بثلاثية على هندوراس حملت توقيع نجمهم شاكيري. البرغوث .. منبع آمال «السيلستي» تعول الأرجنتين على نجمها الأول ميسي لمنحها ثالث ألقابها من أرض غريمتها البرازيل. وتحرر المراوغ ولعب دور المنقذ في كل مباراة مسجلاً هدف الفوز على البوسنة والهرسك (2-1)، ثم تسديدة رائعة في مباراة إيران منحت الفوز في الوقت القاتل (1-صفر)، قبل أن يضيف ثنائية في الفوز الأخير على نيجيريا 3-2، فدخل سباق المنافسة على صدارة الهدافين مع أربعة أهداف. ووجدت الأرجنتين الموقع المناسب لميسي الذي وصفه مدرب نيجيريا ستيفن كيشي بالقادم من كوكب «المشتري»، فأصبح رجال المدرب أليخاندرو سابيلا يطبقون الخطة على مقاس العبقري، وظهر ارتياحه بمركزه الذي يشبه تحركه في برشلونة عبر نجاعة أوصلته إلى الشباك في كل مرة. ويبدو ميسي مرتاحاً برغم القيود المفروضة عليه على المستطيل الأخضر، يؤمن له فرناندو غاغو حماية نفسية في خط الوسط، ويستغل أنخل دي ماريا، غريمه في ريال مدريد وزميله مع المنتخب، أي ثغرة دفاعية ناتجة عن رقابة ميسي ليشكل ضغطاً هائلاً على مرمى الخصم. ويفتقد ميسي في مباراة سويسرا صديقه المهاجم سيرخيو أغويرو الذي أعلن طبيب المنتخب دانيال مارتينيز الخميس غيابه عن المواجهة بسبب «مشكلة عضلية بسيطة». وتعرض مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي للإصابة في المباراة أمام نيجيريا الأربعاء الماضي واضطر إلى ترك مكانه لإيزيكييل لافيتزي في الدقيقة 38، ونفى الوفد الأرجنتيني الأنباء التي مفادها بأن أغويرو سيغيب حتى نهاية المونديال. وتخوض الأرجنتين مونديالها السادس عشر من أصل 20 نسخة، وإلى جانب لقبيها بلغت النهائي في النسخة الأولى عام 1930 عندما خسرت أمام الأوروغواي المضيفة و1990 عندما أبكت ركلة جزاء الألماني أندرياس بريمه الأسطورة مارادونا وكانت بداية نهايته الكروية. وفي حال تخطي الأرجنتين خصمتها ينتظرها في ربع النهائي الفائز من مواجهة بلجيكا بطلة المجموعة بثلاثة انتصارات والولايات المتحدة وصيفة السابعة، لتتكرر المقارنات مجدداً بحال لقاء بلجيكا، فقبل 28 عاماً قاد مارادونا بمفرده تقريباً الأرجنتين لتخطي بلجيكا في نصف النهائي وقبلها إنجلترا في ربع النهائي ثم أجهز على ألمانيا الغربية 3-2 في النهائي وختم بطولة سجل فيها خمسة أهداف. «ناتي» .. الامتحان الصعب يبحث المنتخب السويسري «ناتي» عن الوصول إلى ربع النهائي لأول مرة منذ 1954 عندما استقبلت البطولة على أرضها وخسرت المباراة الشهيرة أمام النمسا 5-7. وتمتلك سويسرا نجماً على قدر طموحاتها، إذ نجح جيردان شاكيري المولود في كوسوفو في إيصال صوته بثلاثية دامغة في مرمى هندوراس. لم يكن شاكيري لاعباً أساسياً في الموسم الماضي مع بايرن ميونيخ بطل ألمانيا، لكن ابن الثانية والعشرين الذي يشكل ثنائياً هجومياً مع يوسيب درميتش، يعلم أن الضغوط لن تكون ملقاة على فريقه. ويريد ثاني أشهر رياضي في البلاد بعد بطل كرة المضرب روجيه فيدرر والذي تتناقل الصحف البريطانية اسمه للتوجه إلى ليفربول، أن يترك بصمة في دفاع الأرجنتين اهتز ثلاث مرات في الدور الأول. وأجرى المدرب هيتسفلد (65 عاماً) تغييراً جذرياً في دفاعه بعد الخسارة المؤلمة أمام فرنسا، فدفع بفابيان شار بدلاً من فيليب سنديروس المتذبذب مستواه ليقدم المنتخب أداءً دفاعياً ناجعاً حرم الهندوراسيين من الوصول إلى المرمى. ويتوقع أن يشارك شار مجدداً في التشكيلة الأساسية بعد إصابة ستيفن فون برغن وابتعاده حتى نهاية المسابقة. وتخوف السويسريون من مستوى الحارس دييغو بيناليو الذي يتحمل مسؤولية هدفين في مباراة فرنسا برغم صده ركلة جزاء، ولم يبد مرتاحاً أيضاً في مواجهة هندوراس، لذا سيكون الاستحقاق الأرجنتيني مع مهاجمين من طراز ميسي وغونزالو هيغواين ودي ماريا. وعلق حارس مرمى سويسرا بيناليو على مواجهة ميسي: «سنجهز أنفسنا لمواجهة ميسي وباقي اللاعبين، لكنه بالطبع يملك النوعية التي تقرر مصير المباريات، سيكون صعباً إيقافه، لكنه ليس الوحيد الخطير في فريقه ومشاهدته كثيراً تساعدنا على كيفية إيقافه». وأضاف بيناليو (30 عاماً) حارس فولسبورغ الألماني أن سويسرا بحاجة «لتأدية استثنائية» كي تتخطى الأرجنتين: «في آخر مواجهتين، حصلنا على الفرص ويجب أن نثق بقدراتنا، بالطبع نريد كتابة التاريخ». أوضح شاكيري المنتعش من ثلاثيته الأخيرة وصاحب التوغلات الحاذقة والتسديدات القوية من داخل وخارج المنطقة: «هذا حلم بالنسبة لنا، سويسرا الصغيرة ستكون أمام امتحان رائع».