الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لغة "إيمانيّة"

على حد «فلسفتي» أقصد «علمي» أنه من اللاطبيعي أن يكون الطبيعي لكل منّا «لغة سرية» خاصة به، يتقنها كل واحد فينا بطلاقة، كي يتجاذب من خلالها أطراف الحديث مع نفسه بنفسه ولنفسه! سواء كان بصوت خافت جداً أو غير مسموع أبداً، حيث يرتد صداه داخلياً بين الشخص وشخصه فقط، ولكن قد يكون الصدى خارجياً أيضاً في حالات ليست نادرة كثيراً، إذا وجد المتحدث أنه قد وجد من أوجد الأسرار وأجاد مخارج النطق مثله تماماً، لإتمام صفقة تركيب «حروف الهجاء» على أكمل «وجه» من دون صفعه بكف سوء الفهم المؤلم. تبدأ المسألة منذ أن نلفظ تلك الجملة «المُعَيّنة والمَعْنيّة والمُعِينَة والمَنِيعَة» فيلفظ الحرف أنفاسه الأولى من صدورنا مروراً بقلوبنا وعقولنا معاً أو ربما بإهمال أحدهما، بعد تغلب العواطف على العواصف في الفكر والعكس صحيح، وفقاً للحالة النفسية النفيسة والناتجة عن الموقف ذاته، وكل هذا يتم بشهيق طويل وزفير قصير، حتى تحين لحظات «العبارة» الأخيرة لتقف على شفا مقصود أو غير مقصود من الشفاة، فتنتفض روح ما نعنيه، كي ننفض غبار ما لا نعنيه، ونفض الحوار مع مَن لا يعنيه، فتؤكد لمن يسمعها أو يقرؤها أن مقولة «الكلام لك يا جارة» لا تحتاج إلى مترجم فوري أو محلل لغوي لفك ألغاز المعاني التي تعاني من إساءة فهمها جزئياً أو كلياً في معظم الأحيان، مما يؤثر سلباً على التوصل للتواصل مع تفاصيل المقاصد بحذافيرها. تيمناً بلقب «المشية العُمَريّة» التي اشتهر بها عمر بن عبدالعزيز، رضي الله عنه، في صباه والتي اقترنت باسمه قبل زهده وتوليه للخلافة، سأقتبس منها الفكرة اللغوية ليس إلا، وذلك من أجل تصريف الفعل الصريح بالاسم الفصيح، كي يتشكل موضوع اليوم بالتنوين قليلاً بعد ضم الشدة بشدة على النيّة الصافية والعلاقة الصادقة بين الكاتب والقارئ، لإتقان أسلوب المخاطبة باللغة «الإيمانية». سؤال أخير يدق باب الفضول «ما لغتكم أنتم؟» [email protected]