السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

حبيبتي

ها أنذا أصبو إلى الوجه الملائكي الغض .. سمات طاهرة مطهرة ومُقل ترسم ألوان طيف من قوس قزح، ارتسم ورسم قلبين عاشقين متيمين، وقد نقشت على الوجنات ورودٌ شامية وأزهار إماراتية، تعبق بالياسمين المتماوج في ربوع الإمارات الحبيبة، مرفلة بروائح زنابق الزيزفون الحنون. أجل إنها ديمومة حب عذري عفيف، جُبل واعتصر بقلوب العذارى، واكتنز صباحات ود ووفاء وجمال ومودة .. ما أجل وأطيب لقيا الحبيب الطبيب بعد شوق دفين وألم وأنين، إنها مساحات وفضاءات حب ووفاء وصيرورة نشرت ظلالها وديمومتها أينما حلت وارتحلت، كيفما أقامت وهاجرت .. نعم رغم الأعاصير الثلجية التي اجتاحت صروح المحبة، وكادت تذوي بأوصالها إلى شواطئ المحيط المتجمد الشمالي، إلا أن إشراقات شموس وجهك أيها الحبيب قد فاضت واجترحت واجتزأت تلك المحيطات الباردة، وإذ بين ليلة وضحاها قد صارت وغدت واحات دفء وأمان وسلام. فيا أملس ويا مناي ويا روح روحي .. سأبقى وفياً لك وأنساب إلى قلبك الذي يعيش على ذكراك العطرة الطيبة. إنني أعبق روافد الحرية المعتقة فوق وجنتيك الطاهرتين المكتنزتين وفاء وهمة .. بين أناملك الطهورة والممتدة في واحات جداول الصنوبر المترامي فوق الجبال، والتي ترسم أشجار الأرز المعتق فوق صدغيك .. أحبك كما يهفو الطير إلى الأجواء، وكما ترنو النسمة إلى الفضاء وكما تنتشي مشاعل الحرية في الفضاءات الرحبة، تستلهم رحيق الأمل المغموس، همة وعلواً وانعتاقاً. حبيبتي .. حياتي، حنيني نحوك مجبول مع فترة الكائنات، فأنت حبي الأول والأخير والعبق والعبير، وإذا ما اعتراني أمر فأرى وجهك مجسماً في عيوني، والابتسامة تنساب على وجنتيك .. أراني أجوب المسافات فرحاً سعيداً أتحسس النسائم الفاتنة والرائحة، أستنشق عبيرها وفحواها، فهي النسيم العليل الذي يشفي الصدور، المعطر بشذى صوتك العذب الفطري، فأتحسس صداه، إذ يسكن في مسمعي وينساب كجداول ماء عذب زلال طهور، شاف من كل داء. أحبك غيرة ودودة لا خوفاً من غد أو خيفة من صد، أحبك براءة طفولة يانعة غضة، حيث لا غيرة ولا غواية ولا نصب أو تعب، أحبك راقصاً فرحاً طرباً بواحات غناء سندسية خضراء، لتهفو صوب العيون الناعسة الحالمة برذاذ برَد ربيعي دافئ. آه حبيبتي .. أحبك فداء وغيرة وحمية، في مقلتيك العسليتين وعينيك الوديعتين، حبيبتي وشوقي وأملي ووعدي، إنني على العهد باق فو الله لا أنساك ولا أسلوك أبداً، أحبك فوق التصور والتخيل، فوق ظلال مدى الكون الفسيح البهي.