الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

صراع المبدعين والنصّابين في الرياضة

صراع المبدعين والنصّابين ظاهرة خفية تتميز بها حركتنا الرياضية العربية، خصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي، بسبب المردود المالي للعاملين في هذا الحقل، ويواجه المبدعون مصاعب عدة في المؤسسات الرياضية التي تديرها مجالس إدارات تعتمد على التضليل وكثرة الاجتماعات وتمنح النصّابين حرية تقييم الآخرين، في حين ينتعش المخلصون والمبدعون عندما تتولى المؤسسة مجالس هدفها المصلحة العامة، وهنا يتحول النصّابون إلى خلايا نائمة يوجهون في فترة سُباتهم رسائل إلى خصومهم باستمرار، فيها الكثير من التهديد المبطّن مثل «نحن مثل العقارات نمرض ولا نموت» .. «انتظرونا في المجلس المقبل». في المجالس الفاسدة ترتفع أسهم النصّابين والمخادعين ويحاولون في هذه الفترة القضاء التام على من تبقى من المخلصين الأوفياء لمهنتهم، لكي يتمكنوا من السيطرة على الأمور في فترات أخرى. في الجانب الآخر، يبقى الموظف المبدع المخلص المجتهد يراقب ما يحدث في مؤسسته من هدم ودمار وهدر وتضليل ونشاطات مزيفة ليس لها علاقة بتطوير اللعبة، ويراقب تقارير الإعلام بخصوص ما يحدث في مؤسسته، فيسعده النقد ويشفي غليله ولو قليلاً، وفي بعض الأحيان ينتظر ما تجود به الأقلام الجريئة الساعية إلى قول كلمة الحق، حتى تأتيه الرصاصة هذه المرة من هذه الأقلام التي باعت الشرف والضمير معاً. في هذا الصراع، تُسقط أقدام اللاعبين مجلس إدارة يبني ويعمل للمصلحة العامة، وأقدام أخرى تنقذ مجلساً مخادعاً ومضللاً، وهنا يكسب النصّابون المعركة، وينتكس المبدعون بسبب تعدد الطعنات. يا له من صراع، الانتهازيون في مجالس الهدم يستفزون المخلصين بكل الوسائل، فيهمسون في آذانهم بأن الأقلام الجريئة التي تنتظرونها اشتريناها بثمن بخس، وهنا تموت آخر أحلام وآمال هؤلاء المبدعين المخلصين. في الأندية والاتحادات الحالة متشابهة، يقول النصّابون للمخلصين: إذا فاز الفريق الأول سيكون كل شيء على ما يرام وسنظهر نحن في الصورة، وإذا خسر الفريق لا أحد ينظر إلى إبداعكم وإخلاصكم. في نهاية الحفل تُستبدل الألقاب، فيسمى النصّاب «مبدعاً ومخلصاً» ويتجه إلى المنصة لتسلم شهادة التقدير، ويبقى المبدع الحقيقي في الظل .. يا لها من لعبة محكمة. الموظفون المبدعون الذين يقرأون هذا المقال ستتبادر إلى أذهانهم أسماء النصابين، والعكس صحيح. من ينقذ الموظفين المبدعين المخلصين المجتهدين في مؤسساتنا وأنديتنا الرياضية؟