2014-12-20
توقعت الوكالة الدولية للطاقة أن يتجاوز العرض الطلب على النفط في العام المقبل إذ ارتفع عرض الدول غير التابعة لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» بواقع 1.3 مليون برميل في اليوم، مقارنة بنمو الطلب بواقع 1.1 مليون برميل في اليوم حالياً.
وأوضح تقرير للبنك الوطني الكويتي أن ضعف الطلب العالمي وارتفاع عرض النفط كانت السبب الرئيس في التراجع الهائل في أسعار النفط منذ شهر يونيو الماضي عندما تجاوز سعر مزيج برنت 115 دولاراً للبرميل وسط مخاوف تهديد تمرد داعش لعرض النفط بالعراق، إضافة إلى ارتفاع الدولار.
وبين التقرير أن عودة إمدادات النفط الليبية الكبيرة بعد غياب دام عاماً وارتفاع إنتاج النفط الخفيف أدى إلى وفرة في النفط الخام بالأسواق الدولية، ما جعل الأسعار تقع تحت وطأة الضغط.
وفي السنوات الأخيرة، تمكن ارتفاع الإنتاج في المناطق غير التابعة لمنطقة الأوبك، من تعويض انقطاع العرض في الدول المصدرة للنفط (أوبك) بينما كان العام الجاري بارزاً لأنه شهد ارتفاعات في إنتاج النفط بالمناطق الساخنة الجيوسياسية مثل العراق وليبيا، على الرغم من انتشار حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن.
وأكد التقرير أنه وسط هبوط الأسعار، كانت هناك توقعات كبيرة بأن منظمة أوبك ستخفض الإنتاج لدعم الأسعار كما فعلت في أواخر سنة 2008 في الأزمة المالية، غير أنه بدلاً من خفض الإنتاج، اختارت المنظمة الإبقاء على سقف معدل الإنتاج بنحو 30 مليون برميل في اليوم.
وأفاد التقرير بأن دول مجلس التعاون الخليجي المصدرة للنفط كانت غير راضية عن فكرة خفض الإنتاج من جانب واحد من دون اتخاذ إجراء مماثل بخفض الإنتاج من قبل الدول المنتجة للنفط غير التابعة لمنظمة الأوبك مثل روسيا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، إذ إن إنتاج تلك الدول الثلاث معاً، الذي يقترب من 30 في المئة من إنتاج النفط الخام، يقترب من حصة أوبك من الإنتاج العالمي.
وأوضح التقرير أن تفكير الأغلبية يذهب إلى أنه بالسماح للأسواق بإملاء الأسعار، فإنه يمكن لمنظمة الأوبك المراهنة على استمرار فترة الأسعار المنخفضة التي ستؤثر بدورها في القدرة على تحقيق الأرباح والاستثمارات المستقبلية في النفط الخام غير التقليدي، وبالتالي كبح جماح ثورة إنتاج النفط الصخري بأمريكا الشمالية.
وتؤيد وكالة الطاقة وجهة النظر هذه، مؤكدة أن الاستثمار في النفط الأمريكي المنتج من طبقات الرمال المحكمة قد يتراجع بنسبة عشرة في المئة العام المقبل إذا استقرت الأسعار عند مستوى 80 دولاراً للبرميل.
وأكد التقرير ارتفاع الطلب العالمي على النفط العام المقبل بعد تراجعه في العام الجاري، مشيراً إلى أنه من المقرر ألا يرتفع الطلب العالمي على النفط إلا بنحو 0.68 مليون برميل في اليوم، ليصل إلى 92.4 مليون برميل في اليوم تقريباً.
ومن المحتمل أن يكون هذا أبطأ نمو في خمس سنوات.