الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

الساهرون حماة الوطن

ممتعة موضوعات وفعاليات الأعياد والمناسبات السنوية في الإمارات، وهناك ما يضاف إلى التقاليد الإماراتية لترسيخ قيم وتحقيق غايات من خلالها، احتفاليات الأيام والأعياد الوطنية الإماراتية إطلالة مهمة على فلسفة وأسلوب إدارة المناسبات وما تحمله من رسائل اعتداد وفخر. وكما جرت عادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم السنوية فقد ألغى الاحتفالات بيوم الجلوس في الرابع من شهر يناير، واستبدلها بحملة يتوجه فيها شعب الإمارات بالشكر والعرفان لفئة من فئات المجتمع، وذكرت في مقالة أمس أن هذا الأسلوب الاحتفالي يتميز بكونه عالمياً ابتكار إماراتي فريد من نوعه، بسيط وغير متكلف، ويتوافر على زخم من التفاعلات الحضارية. تأملت أثناء الاطلاع على إعلان الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتخصيص احتفالات يوم الجلوس لتقديم الشكر والعرفان لأبناء القوات المسلحة في الدولة، ودعوته للأفراد والمؤسسات إلى توجيه التحية والتقدير لهم، وتأكيده أن أبناء القوات المسلحة هم رعاة الاتحاد وحماة الوطن، ثبت بهم البنيان واشتدت بهم أركان الدولة، ويستحقون الامتنان من قطاعات المجتمع كافة .. ودعوة المؤسسات الحكومية والأفراد إلى تقديم كلمة شكر أو رسالة أو فيديو عبر الوسم «شكراً حماة الوطن» في تويتر أو إنستغرام تقديراً لدورهم في حفظ الاتحاد وحماية البلاد، وليس مستغرباً أن نوعية وحجم التفاعل منذ الإعلان فاق التوقعات. كان السؤال الذي طرحته كيف يمكن تقديم الامتنان لفئة تمثل خط الدفاع الأول، وتهدي الوطن أرواحاً طاهرة بمجهودها اليومي، وتسهر العيون الساهرة لينعم المجتمع بالأمن والأمان؟ هل صادق الدعاء لهم يكفي؟ هل هو بإبراز الإنجازات؟ .. مهما تعددت أساليب التعبير والثناء لن نفيَهم حقهم، لبواسل القوات المسلحة بقيادة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكل ما بذل لتكون القوات المسلحة الإماراتية مفخرة ليس للإماراتيين فقط بل وللخليجيين والعرب، كبير الامتنان والفخر بهم. لا شيء أثمن وأسمى من وهْب الحياة، وباستطاعة كل منا من خلال التثمين لهم ولأدوارهم شكرهم بداية من تقدير توجههم ونزعة الفداء لديهم، وهي أسمى مراتب الإيثار الإنساني، عندما يقرر إنسان ويتخذ خياراً يعرض حياته للمخاطر يومياً مهما تدرب لحمايتها، هو يمنحنا هذه الحياة أثناء الخطوب، ومن النبل وردّ الجميل الانطلاق في الامتنان لهم بداية من اعتبار هذه النيات التي تسكنهم بالذود عن الوطن تستحق التكريم الدائم، وغرس محبتهم في العقول والأفئدة الغضة.