الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لم أغرد بعد

في تغريداته للعام 2013 تبدو خاصية الكتابة عند ناجي حرابه ملتصقة أيما التصاق بروحه وأنفاسه، بل بواقعه المعاش أكثر فأكثر. هي تغريدات جاءت بلمسات إنسانية وبنفَسٍ شاعري وعلى صيغة المداولة بين الذات والآخر، ما يشعرنا بأنها مداولة حيّة، وإن كانت عبر الفضاء الإلكتروني. وفي الكتاب تغريدات تجمع بين البساطة والجزالة، والجمال في الأسلوب والبلاغة في المعنى، قدم فيها الكاتب كل ما يمكن تقديمه لجذب القراء بجميع أطيافهم واهتماماتهم، بدءاً بالقارئ الملول وانتهاءً بالقارئ النهم. وهذه حال من اختار أن يكتب في تويتر دائماً .. فها هو الكاتب يخاطب تويتر قائلاً «تويتر.. أيها العالم الذي امتلأ بأصناف البلابل، وفاض مداه بأنهار التغريدات. كيف أطلي جسدك بالأخضر؟ وأبني فيك عش القصيدة؟» جاء في مقدمة الكتاب اعتراف الشاعر أمام قارئه «هنا في حضرة الأبجدية، أحدُّ سكاكين الأسئلة، لأقطع وتين الأجوبة، أهرب من ملوحة الحياة إلى جرار الحب، ألحس عسلها، وأشاغب نحلها». وسيرى قارئ هذا الكتاب نفسه وجهاً لوجه أمام لغة صادمة ومختلفة، غير تلك التي كان يألفها من شعر وقصائد حرابه، فهل كان ناجي حرابه يهرب عبر تغريداته من لغته كما يهرب من الحياة، باعترافه؟ وتضمنت مادة الكتاب ما يأتي المقدمة «هنا»، «مخارز»، «مسودات على هامش القصيدة»، «طعون في جسد العشق / اللغة»، «سيناريو خديجٌ»، «أكرهك أيها العيد»، و«الأسرَّة».