الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فراشات مسكونة

تشكل الأحلام مادة خصبة للدراما بطبيعتها المتحررة من جميع القيود والحدود وتحليقها في عالم الخيال، وعندما يمتزج الحلم بالرعب ينقلب إلى كابوس، وعندما يقترن بالحقيقة والسحر والشعوذة يتحول إلى فيلم رعب مثير مثل Before I Wake أو قبل أن أستيقظ. ويحاول في هذا الفيلم الخارق للطبيعة كل من جيسي (كيت بوسورث) ومارك (توماس جين) الفهم والاستيعاب والتقرب من الصبي اللطيف المحبوب الذي تبنياه، كودي البالغ من العمر ثمانية أعوام، ولكنهما لا يعلمان أن الصبي ينتابه الرعب عند الخلود إلى النوم. ويعتقدان في البداية أن البيوت غير المستقرة السابقة التي تنقل بينها هي السبب في اضطرابات النوم التي تصيبه وكراهيته له. وفي البداية يكتشف الاثنان الخيال المدهش الخارق لكودي عندما يلاحظان أن أحلامه تتحول إلى حقيقة، ولكنهما سرعان ما يصعقان للطبيعة الرهيبة المرعبة لما يحلم ويشعر به في الليل، ولا يستسلم الزوجان ويقرران التضحية من أجل الصبي وتخليصه من معاناته. ويبدأ الاثنان مطاردة خطرة لكشف الحقيقة وراء كوابيس كودي، ولكنهما لا يدركان حجم التحديات التي يواجهانها ولا طبيعة أعدائهما، لأنهما يقتحمان عالماً مجهولاً مرعباً فيه أرواح وأشباح وفراشات زرقاء مسكونة وتعويذات. شارك المخرج مايك فلانجان في كتابة سيناريو الفيلم مع جيف هوارد، ونجحا في الاحتفاظ بحالة التشويق في «قبل أن أستيقظ» ومفاجأة المشاهدين وحبس أنفاسهم، فضلاً عن تأرجحهم بين الخوف والرجاء في متابعة ما يواجه الصبي المحبوب في اليقظة والمنام بعد أن تلاشت الحدود بينهما. الفيلم من بطولة جاكوب تريمبلي الذي يلعب دور الطفل وتوماس جين الذي يجسد شخصية الوالد. ويعيش توماس حالة انتعاش فنية تتجسد في أربعة أفلام لعب بطولتها العام الجاري من بينها «جريزلي، خيول مريضة، والقناع». وجسدت البطولة النسائية كيت بوزوورث البالغة من العمر 32 عاماً، التي شاهدنا لها العام الماضي الفيلم الرائع Still Alice أو لا تزال أليس، الذي كان فألاً حسناً لها فجذب أنظار المخرجين والمنتجين إليها لتشارك في خمسة أفلام أخرى تعرض العام الجاري هي «فاقد الذاكرة، الحافلة 657، الحياة على الخط، 90 دقيقة في الجنة، ونطلق النار على أنفسنا».