الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

السلوك والتعليم

قد يصادف أياً منا في موقع العمل أو في الشارع ونحوه استفزازات من البعض ممن يفتقد أساليب التواصل والتعامل مع الآخرين، وهو ليس بالضرورة يتعمد هذه الممارسة، بل هو فقط يفتقد التعليم ومعرفة آداب الحديث والتكلم مع الناس. هذه الفئات موجودة في كل مجتمع إنساني لا غرابة أو دهشة لرؤيتهم والاصطدام بهم. لكن ما هو الحال عندما تصادف من هو على قدر عال من التعليم والثقافة بل والمعرفة، وجميعها لم تمكنه أو تسعفه في أن يختار كلماته عند تصويبها نحوك؟ هنا تكمن الدهشة والاستغراب الحقيقي. سأضرب مثالاً بمجال الثقافة على وجه الخصوص، ففي مجتمع الكتابة والتأليف، والذي يفترض فيه رقي الكلمة وسمو المعنى، تشاهد مثل هذه النماذج، ولأن النقد ملازم ورفيق للمنجز والإبداع، فإن هناك من يمتهن كسر حماس كل فتاة أو شاب في مقتبل العمر، والتقليل من تجربتهم والقسوة عليهم بكلمات أشبه بمعول تهدف لتحطيم حماسهم، فيغيب عند نقدهم التوجيه ووضع اليد على العيوب، بل يتم التركيز على جوانب لا فائدة منها. أعتقد أن في مثل هذه الممارسة فعلاً مؤذياً من جوانب عدة، أولها عدم القيام بوظيفة النقد كما ينبغي، وثانيها القسوة في غير محلها والإيذاء المتعمد، أما ثالثها فالخروج عن الأدب الإنساني العام. وفي جميع الأحوال أوصي بتجاهل هذه الفئات وعدم التأثر بقسوتهم سواء كانوا متعلمين ومثقفين أو غير هذا، ولنتذكر أن السلوك شيء مختلف عن التعليم. [email protected]