السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

فوز كاميرون يفتح باب الخروج من أوروبا

تخطو بريطانيا اليوم خطوة أبعد من أوروبا يقررها فوز المحافظين في الانتخابات التشريعية التي تحتدم فيها المنافسة بشكل غير مسبوق ويصعب التكهن بنتائجها. ومع صعوبة حصول أي من رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون ومنافسه العمالي إد ميليباند على غالبية الأصوات في الانتخابات التي تجري اليوم، ومع صعود أحزاب صغيرة، فمن المرجح أن تأتي الانتخابات بأسلوب جديد من السياسات المفككة المعروف أكثر في أنحاء أخرى من أوروبا. ففوز المحافظين قد يزيد احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لأن كاميرون وعد بإجراء استفتاء حول العضوية، فيما حذر عدد من قادة الشركات والمستثمرين من أن وصول العمال قد يضر بالاقتصاد. وألمح زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الوسطي، نائب رئيس الوزراء، نيك كليغ الذي يشارك في ائتلاف مع المحافظين منذ خمسة أعوام، إلى احتمال إجراء انتخابات أخرى العام الجاري. وجال كل من كاميرون وميليباند اللذين يتساويان تقريباً في استطلاعات الرأي البلاد في مساع أخيرة لكسب الأصوات. وكتب كاميرون في صحيفة تايمز أمس «مستقبل بريطانيا على المحك، سيكون من المؤسف أن نرمي كل العمل الشاق في الأعوام الخمسة الماضية ونعود إلى المربع الأول». ويصر كل من كاميرون وميليباند على السعي للحصول على غالبية واضحة في مجلس العموم المكون من 650 مقعداً، تمكنهما من الحكم منفردين، لكن الأنظار تتوجه بازدياد إلى التحالفات الممكنة مع أحزاب أصغر. وأقر كاميرون على ما يبدو بإمكانية عقد ائتلاف جديد أو تشكيل حكومة أقلية. ويبدو أن المحافظين يتجهون للتحالف مع الليبراليين الديمقراطيين بزعامة كليغ الذي يشكلون معه حكومة ائتلاف منذ 2010. وفيما استبعد ميليباند أي صفقة رسمية مع الحزب القومي الاسكتلندي المؤيد للاستقلال، يعتقد أن الحزب يمكنه أن يشكل حكومة أقلية مع حزب العمال. وترك الليبراليون الديمقراطيون الاحتمالات مفتوحة أمام دعم المحافظين أو العمال، وقال القوميون الاسكتلنديون إنهم لن يدعموا المحافظين كما يبدو، ومن غير المرجح فوز حزب الاستقلال البريطاني المعارض للاتحاد الأوروبي بأكثر من بضعة مقاعد. والأمر الوحيد المؤكد هو أن الحزب القومي الاسكتلندي سيحقق مكاسب كبيرة وسيفوز بأغلبية المقاعد في اسكتلندا على حساب العمال، ما سيجلب تغييراً إلى المشهد السياسي لبريطانيا ويزيد من احتمالات استقلال اسكتلندا. ويبدو أن المشاورات لتشكيل حكومة ستكون معقدة وتفجر نقاشاً ساخناً حول الشرعية السياسية، علماً بأن الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من المقاعد قد لا يكون هو الحاكم. وسيكون الاختبار الكبير الأول للحكومة الجديدة عندما يصوّت البرلمان على برنامجه التشريعي بعد خطاب الملكة 27 مايو، وهو تصويت على الثقة بحكم الأمر الواقع. وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها اليوم وتنشر نتائج استطلاعات الخروج فوراً، وتبدأ النتائج الأولية بالظهور منتصف الليل، فيما يتوقع صدور النتائج النهائية بعد ظهر غد.